Next Page  5 / 8 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 5 / 8 Previous Page
Page Background

صحافة اليرموك ـ أحمد ملكاوي

ما أجملها من جولة تعتد فيها كل ما تخيلت

من جمال تاريخي يراود فكر شاب مثقف يرى

في عتاقة المدينة ما لا يراه غيره.. في شارع

الهاشمي نزلنا لنرى ما تاقت أعيننا لرؤيته، ففي

كل مرة أنزل اليها وسط البلد وكأني أراه للمرة

الأولى، تصيبني حالة من الذهول ربما تعود إلى

شعبية أخاذة يحاكيها في عيني جمال قيل عن

قدم دمشق و أصالة بيت لحم.

تجولنا لنرى المنطقة القديمة الممتدة ما

ارة الهاشمي، منطقة تزخر بأماكن

بعد إش

شكلت هوية اربد في القديم وما تزال صامدة

رغم الحداثة والتطور، على يسار الشارع تجد

بيت جمعة العطار الذي يمثل أول بيت في اربد

من ثلاثة طوابق تم إنشاؤه في عشرينيات

القرن الماضي، فيما ترى على يمين الشارع

أطراف التل القديم الذي يضم «اربد القديمة»

ومما تضمه «اربد القديمة» درج كبير يحمل

ماض مليء بالحوادث المفصلية للمدينة منه

يصعد الى التل لترى جمال ما ترى من دار

السرايا يمينا وباب كنيسة الروم الأرثوذوكس

يسار، درج توافدت عليه أجيال في طريقها

للدراسة الثانوية، درج البلدية كما هو متعارف

عليه بين أبناء المدينة رسم بالألوان مؤخرا

ليتعانق الماضي بالحاضر وكأنه فيلم في

مطلع السبعينات يحكي رواية أربعينية لثورة

ساهمت بإنقشاع الظلام لتحل الشمس عروسة

في روابيها الراسخة.

و على درجاته ترى عاملا وافدا يستريح من

مشقة النهار الطويلة ليشرب كأسا من الشاي

مع قليل من الفلافل التي تعد قمة مذاق الفقراء

ووجبة الإفطار العربية للطبقة الشعبية.. مررنا

عن الدرج عشرات الأمتار وبجانب بيت علي

خلقي الشرايري، لنمر بدرج آخر بلون الرمادي

والذي اختلط مع برد الشتاء في ألقه، في آخره

ترى تلك الكنيسة المذكورة تعانقمأذنة مسجد

الأمير عبد الله الذي يخلفها الجهة الشمالية

بحجارتها القديمة، قرأنا حروف مودة ومحبة

تجسدت بقدسية السماء والإله الواحد لتطلق

عليه شفاهنا درج الوئام، ما أروعه من شعور وما

أقدسه من مكان، مررنا عنه إلى ساحة فوعرا

–ساحة النابلسي حسب تسمية أهل المدينة-

مشينا وأرجلنا تلهث إلى مكان جديد على عكس

ما لقينا من مشقة.

شعور جديد، ومشهد آخر مذهل لنجد ذلك

الدرج الذي تلوى إلى اليسار في طريق المدرسة

ٍ

الثانوية وعلى الجهة الغربية للتل، درج راك

على ما تبقى من السور العتيق الذي يبلغ عمره

آلاف السنين، درج أتى أكله أضعافا بالعلم

الذي حطت الأقدام عليه، صعود يتبعه نزول

ليخرج بعد ذلك رواد المجتمع الأردني والذين

طغى علمهم على ذكرياتهم ليعتلو ألقاب قبل

أسمائهم، فمنهم من أصبح رئيسوزراء ومنهم

من أصبح وزير ومنهم من اتخذ الشقاء ولقمة

العيش نسكا له ليروي به ظمأ أبنائه، ليسجل

الدرج بداية المستقبل الزاهي وبداية أخرى كان

في مخيلة المعلم الذي خرج الأجيال ليصبح بعد

ذلك بائعا على بسطة في السوق القديم لأن

مرتبه الشهري لا يكفي طعام أبنائه وحليب

الرضيع.

نزلناه من جديد متجهين إلى تاريخ آخر في

مكان آخر من المدينة، نزول شارع الرشيد ذلك

الشارع الذي سجل اسمه أيضا في تاريخ المدينة

القديمة، فهو من الشوارع العتيقة فيها والذي

كان من الشوارع الأربعة الرئيسة، نزلناه ونظرنا

يمينا فوجدنا الدرج الصغير الكبير بعمره والذي

يروي حكايا أناس لم يعلم بفقرهم إلا العالي،

أناساختاروا الحارة القديمة ملعبهم الوحيد في

الحياة وملتقى للجيران وللترفيه عن أرواحهم

و مصائب وأوجاع.

ّ

ا اعتراهم من غم

ّ

مم

هاهي حكاية أدراج عانق زمانها حكايا شعب

يركض للقمة العيش في حين شهدت بعض

هذه الأدراج على أناس وصلوا لأعالي المناصب

ونسوا أصولهم.. حكاية اربدية أرويها منجديد

فأنا ابنها واليها أنتمي، هنا ولدت وكبرت ومن

قبلي والدي ولأجلها سميت نفسي عاشقا ففيها

همي وبثي وحزني وفيها فرحي ودمع طموحاتي

وأحلامي.

أدراج رافقت خطوات الاربديين.. ورسمت تاريخ مدينة

5

2015

تشرين الثاني

8 _ 1437

محرم

26

الاحد

سنابل

اء , التي تقع في سهل حوران التي ومنذ العصر البرونزي الأول تحتضن في سهولها تاريخ البشرية الأولى,

َ

إربد , تلك المدينة الشم

ن البشرية

ّ

كما كانت هذه القطعة الفنية التي يعجز عن تشكيل ملامحها أعتى رسامي العالم تحتضن حضارات كان لها أثر جلل في تكو

, كحضارة الأدوميين و الغساسنة و العمونيين , ولا يزال تلها الأثري الذي يعانق عنان السماء بستين مترا والمبني بيد السكان الأوائل

من الصخر والحجارة شامخا إلى يومنا هذا ليروي لأحفاده قصة هذه الأرض العطرة.

إربد أو «ارابيلا» كما شاء الإغريق تسميتها , تعد واحدة من أعرق المدن الأردنية على الإطلاق إن لم تكن في بلاد الشام عامة , والتي

وعلى مر العصور الغابرة والأزمنة , كانت منطقة نشوء حضارات متعاقبة لا تزال شواهدها الصماء تنطق في أرجاء المدينة بعبق تاريخي

استحال على ذاكرة الزمان نسيانه , مهد عرار و فالح كريزم و كليب الشريدة و غيرهم من الشخصيات التي كان لها دور مفصلي في

حالة النهوض الحضاري والثقافي للمدينة , تلك الحضارة الفذة التي استمرأت العيش في غياهب أزقتها و حواريها بل وتشبعت في

نفوس قاطنيها , فكانت الكرامة والعزة أينما حل أهلها .. في هذه الزاوية تسلط الضوء على تاريخ المدينة عبر احيائها وشوارعها .

عين على إربد

صحافة اليرموك ـ لين سعود

كانت إحدى أماكن لعب الأطفال في بلدة إبدر

بريف إربد على موعد مع حاسة البصر عند علاء

دقامسة الذي يتذكر آخر ما أبصرته عيونه من

سماء زرقاء وأرض ملونة ليخيم بعد ذلك مشهد

من السواد القاتم أمام ناظريه..

حادثة طفولية غيرت مجرى الحياة

يتحدث علاء دقامسة مستذكرا بمرارة طفولته

قائلا«كانعمري ثلاثسنواتونصفعندما كنت

نا وبأداة خشبية اقتلعت إحدى البنات

ّ

ألعبفيحي

عيني دون وجود أي سبب، وفي عمر السادسة

أصيبت عيني الثانية نتيجة الضغط الزائد عليها

وضعف قدرتها على التحمل وهنا فقدت البصر

، و أجريت الكثير من العمليات وزرت الكثير

ً

تماما

من المستشفيات ولكن دون أي نتيجة والأطباء

أجمعوا على أن علاج شبكية عيوني في الخارج

فقط.»

من النور إلى الظلام إلى النور ثانية

حديث علاء كان موسوما بلغة المتحدي الذي

كافح ليثبت لكل من حوله أن الله قد يأخذ منك

بصرك ولكنه يترك فيك البصيرة التي تهتدي

بنورها لطرق الصواب..

ويتابع حديثه عن مرحلة الدراسة «بدأت

حياتي الدراسية بصدمة كنت قبلها في عالم من

نور ثم أصبحت في عالم من ظلام، دخلت إحدى

مدارس عمان الخاصة للمكفوفين وتعلمت فيها

المرحلة الأساسية، واجهت الكثير من صعوبات

الاندماج والبعد عن الأهل والبلد ومع الوقت

تعودت على الجو العام هناك، وأتقنت اللغة

الخاصة بنا كمكفوفين في الصف الأول.»

من بيئة إلى أخرى

يصف علاء الصعوبات التي بدأت مع انتقاله

من بيئة إلى بيئة أخرى، ويقول «تغيرت الكثير

ما كنت

َ

من الأشياء التي تعودت عليها ولم ألق

في المدرسة الخاصة، وعانيتفي المدارس

ُ

ألقاه

مع

ً

العادية من مشكلة اللغة ولم أندمج مبدأيا

الطلبة والمدرسين في المواضيع التي تكتب

وتناقش على اللوح ولكنني مع الوقت وبالإصرار

تمكنت أن أتأقلم مع الوضع ووصلت إلى

التوجيهي بعد مسيرة كفاح طويلة مع النفس

والأهل والمجتمع.»

مفتاح المستقبل

خلفه

ً

على أبواب التوجيهي يقف علاء تاركا

أفضل بعدما بذل

ٍ

بغد

ً

ذكريات لا تنسى، وحالما

ذا

ً

طموحا

ً

لأجله كل ما يستطيع وكان صابرا

للتحدي وإثبات الذات، يكمل علاء حديثه

ٍ

نزعة

عن التوجيهي قائلا «بدأت التوجيهي على أنه

مفتاح لمستقبلي، ودائما ما يدور بيني وبين

نفسي سؤال أنني إذا لم أحصل على شهادة

فماذا سأفعل في حياتي ؟ وكان هذا السؤال دائم

ً

الزيارة إلى قلبي وعقلي وشكل بالنسبة لي دافعا

حفزني للإنجاز كي لا أكون عالة على أحد،

ً

قويا

». %67

وبفضل الله أنهيت التوجيهي بمعدل

معركة الجامعة وإثبات الذات

«في المجتمع الجامعي كان لا بد من معركة

مع الذات، نسبة الانهزام فيها كبيرة،» هكذا

يصفمعركته الجامعية، مضيفا «لكن ولله الحمد

تمكنت من الانتصار على ذاتي وثبت أقدامي

صداقات كثيرة مع زملائي

ُ

في الجامعة وكونت

والمدرسين.»

و يواصل حديثه «من بوابة جامعة اليرموك

كانت بداية رحلتي الجامعية ودرست تخصص

التاريخ، وكانت أول سنة جامعية لي مليئة

بالعوائق والمشاكل والصعوبات، واختلف

علي نظام التعلم حيث لا توجد أدوات خاصة

بالمكفوفين وكنت كغيري من الطلبة أشتري

الدوسيات المكتوبة باللغة العادية ليس اللغة

الخاصة بنا.»

ء الآن طالب متميز في قسم التاريخ

ع

بشهادة زملائه ومدرسيه مواظب على الحضور

جيد..وعن أحلامه بعد الانتهاء من

ٍ

ومتلق

المرحلة الجامعية، يتمنى علاء أن يصبح مدرسا

لمادة التاريخ.

يتوجه علاء برسالة لمن يعانون مما يعانيه

قائلا «ألا ييأسوا وألا يستسلموا وأن يتحلوا

ل

��

بالصبر والعزيمة فهم الداعمون الأوائ

لأنفسهم، عليهم مواجهة المجتمع وتحديه،

ولم تكن الإعاقة بعمرها نقطة نهاية بل على

العكس تماما هي مفتاح للمستقبل.»

فقد البصر ولم يفقد البصيرة

علاء.. مثال راسخ في التحدي وإثبات الذات والتغلب على المحن

قصة انسانية

صحافة اليرموك ـ أحمد الحسن

أطل المغردون والناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ

مقدسية، فعلى

ٍ

لما يجول في خلجاتهم من أحلام

ً

اعتبروه منفسا

هاشتاغ #لو_فلسطين_مش_محتلة تمنى أحد المغردين زيارة أهله

في فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى، وآخرون غردوا كاتبين لو لم

تكن فلسطين محتلة لما سمعنا عن مجازر دير ياسين وحي الشجاعية،

ولما شاهدنا كلمات الحصار والدمار والقصف والاعتقال والاعتداء ولم

تطرق مسامعنا كلمتي النكبة والنكسة، وبنوع من الهزل كتب مغرد

ا شفنا هالهاشتاغ».

ّ

آخر لو لم تكن فلسطين محتلة «ما كن

ان للأردنيين نصيب من هاشتاغ #من_علامات_الشتاء

وك

بتغريداتهم التي وصفوا بها الظروف المرافقة لفصل الشتاء من

الهدوء وقهوة الصباح والليل الطويل واجتماع العائلة حول المدفأة،

وزيادة الوزن جراء ارتداء الملابس ثقيلة الوزن، ناهيك عن أمراض

الرشح والزكام .

وتفاعل المغردون مع الهاشتاغ الرياضي #أفضل_معلق_رياضي،

وتباينت آراؤهم بين معجب باللهجة المغاربية بأقطابها العمالقة

الثلاثة عصام الشوالي ورؤوف خليف وحفيظ دراجي، بينما أبدى آخرون

تفضيلهم للصوت الخليجي مشيدين بالأداء التعليقي لخليل البلوشي

وفارس عوض وعلي الكعبي وفهد العتيبي، وكان للمعلق الرياضي

المصري أحمد الطيب نصيب من التغريدات التي اقتبست له أشهر

جملة يكررها في تعليقاته «تسلم رجليك يا حبيب والديك».

أحمد الحسن

صاحب «الكافي شوب» الكائن في أبو

َ

لعل

نصير والذي تناقلت وسائل الإعلام خبر سماحه

لأطفال ومراهقين تقل أعمارهم عن سن البلوغ

بالدخول لاستعمال مرافقه وتناول الأرجيلة

م حقوق الطفولة بشكل خاطئ،

ِ

ه

َ

والدخان، ف

واسطته» يكافح عمالة

َ

أو أنه «صغر الله كرش

الأطفال «بهمالة» الأطفال، وفي الحقيقة «الحق

مش عليه» إذا أن الأمر كان يتطلب من الأمم

المتحدة أن تدعوه لحضور توقيع اتفاقية حقوق

في وضع

ً

الطفل، ولكنه حينها كان منهمكا

خطط بعيدة المدى لنسف براءة الطفولة تحت

شعار»زلمنة الطفل».فلك أن تتخيل يا رعاك الله

َ

لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره، تعكر

ً

أن طفلا

َ

حاجبيه بعد

َ

من عينيه وعقد

ُ

مزاجه وقدح الشرر

من أمه

ٍ

وظيفة مدرسية لم يعرف حلها، أو طلب

جعل «الأفأفة» الصادرة من شفتيه تحطم الرقم

القياسي للعداء الجامايكي «يوسين بولت» في

سباق المئة متر، لك أن تتخيله يدخل إحدى

المقاهي بخطوات ثابتة ومناكب عريضة وشاربان

»، ويجلسعلى الطاولة وكلمات

ً

مفتولان «معنويا

الترحيب تنهال عليه ليشعر أنه «باشا» في اجتماع

صباحي مع عناصره، أو عضو مجلس نواب «يكتب

التاء المربوطةهاء» في أحد مطاعمعمان الفاخرة.

أس قهوة «دبل»

أرجيلة معسل تفاحتين وك

وتمترس استراتيجي في أقصى زاوية المقهى

ة»،

ّ

تداركا لمرور أحد أفراد الأسرة «على حين غر

وجولة على الفيس بوك لاستطلاع أحوال الرعية

والوقوف عند آخر صور «هيفا» ومشهد تراجيدي

مؤثر تسوده سحب دخانية كثيفة تشكل في الأفق

طبقة نيكوتين تفتك بالرئتين وتحاصر الكبد

وتعصف بالعضلة القلبية .من قال أننا نتخلف

عن الغرب ونعيش في رجعية لا مثيل لها، ومن

ادعى أن دول العالم الثالث تعيشحالة من القمع

والتقييد، إننا في بلادنا العربية نوفر للطفولة

ً

كل مستلزماتها «الانحرافية» ونؤمن لها بيئة

من الحريات لا شبيه لها، وإن كنت تشكك في

مصداقية ما أورده ها هنا فلا يتطلب الأمر منك

سوى جولة على المقاهي لترى بأم عينيك أطفالنا

يتربعون على الطاولات يقبضون على «الأراجيل»

ين

ّ

بالنواجذ .قل لطفلك أنه عندما كانصلاح الد

وتألم لكنه لم يصرخ

ً

أرضا

َ

الأيوبي صغيرا سقط

ر الأقصى أن يصرخ !.

ّ

حـر

ُ

وقال : ما ينبغي لـم

«زلمنة»

الطفولة

الهامش

َ

ع

هاشتاغ

#

من نافذة الشتاء أطل المغردون وللتعليق الرياضي نصيب وافر

هاشتاغ#لو_فلسطين_مش_محتلةيتصدر

تغريدات مواقع التواصل الاجتماعي

QR Code