Next Page  3 / 8 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 3 / 8 Previous Page
Page Background

صحافة اليرموك – تحقيق - أحمد الحسن

على وقع صراخها الليلي تارة و بكائها تارة أخرى، استفاق

السوري أبو خالد من نومه مفزوعا في ساعة متأخرة من

الليل في خيمته التي تتلاعب بها الرياح و الهموم معا، ليجد

ابنته علياء ذات العشرين عاما، وهي تطرح بنفسها على

الأرض في حالة من اللاوعي.

لم تكن علياء تعاني من أي مرض قبل تلك الحادثة و

لم تكن حالتها المفاجئة في تلك الليلة نتيجة لإصابتها بأي

مصاب، تكررت الحادثة بشكل أشبه باليومي، الأمر الذي

أثقل تفكير أبو خالد بهذا الطارئ المجهول و زادت همومه

هما آخر جديدا.

ر في خلد أبو خالد أن هذه الحادثة ستقوده إلى

ُ

لم يد

طريق «الشعوذة» وأن يقع في فخ الاحتيال والنصب عبر

نصائح «ساذجة» من جيرانه.

«أم عبدو» لاجئة سورية تعيش في مخيم الزعتري كانت

هي ملاذ أبو خالد، لحل ما أصاب ابنته علياء من خلال عقد

«الحجب» و فك «السحر». توجه أبو خالد إلى خيمتها وفي

اعتقاده أن يكون الخلاص بـ «حجب» أم عبدو، كتبت على

بعض الأوراق أشياء لم يفهمها، وطلبت منه أن يعود بعد

يومين برفقة علياء مقابل دفع عشرين دينارا، عاد أبو خالد

بعد يومين كما طلبت منه، وفي هذه المرة أعطته أم عبدو

«حجابا» ملفوفا بقطعة قماش أسود، مقابل ثلاثين دينارا،

وأكدت له أن علياء ستعود لحالتها الطبيعية.

لم تسعف «تعاويذ» أم عبدو أمنية أبي خالد، و علياء ما

زالت على حالتها، واستطاعت أن تستغل حاجتهم مقابل

حصولها على المال.

لم تكن «أم عبدو» الوحيدة التي تمارس طقوس بيع

الدجل والسحر والشعوذة مقابل مبالغ مالية طائلة، بل

إن أعدادا كبيرة من المشعوذين يمتهنون هذه المهنة

و يتوزعون على معظم المناطق في المخيم، يقدمون

خدماتهم بشكل يومي لشريحة واسعة من اللاجئين

السوريين من أصحاب الحوائج والقضايا وقليلي الوعي

والمعرفة، ليقعوا ضحية استغلال «مشعوذين» استخدموا

الدين كستار استنزفوا ما تحويه جيوبهم المتآكلة.

تواصلنا مع كثيرين وقعوا ضحايا لمشعوذي الزعتري،

راء أي مقابلة صحافية، أو حتى غير

لكنهم رفضوا إج

صحافية، بل وبعضهم هدد معد التحقيق بتقديم شكوى

أمنية بدعوى التدخل بخصوصياتهم.

الشاب أحمد الحريري الذي وقع في شرك الشعوذة، وافق

على أن يروي لنا قصته مع المشعوذ «ماجد»، فقد توجه

أحمد إلى خيمة «ماجد» بعد أن واجه رفضا متكررا من أهل

الفتاة التي يحبها بتزويجها له، وبعد أن أخبر المشعوذ

عن قصته الكاملة، طلب من أحمد خمسة وعشرين دينارا

كدفعة أولى، إلا أن أحمد العامل في أحد محال الخضار في

مخيم الزعتري لم يمتلك هذا المبلغ فاضطر لاستدانته؛ لأن

المشعوذ رفض القيام بأي شيء دون حصوله على المبلغ

المطلوب، عاد أحمد للمشعوذ «ماجد» الذي بدوره كتب

له طلاسم على خرقة بيضاء ملفوفة ومعقودة بخيط أسود

رفيع، وطلب منه أن يعلقها في زاوية خيمته، وأكد عليه

العودة بعد أسبوع.

استمر أحمد بزيارة المشعوذ «ماجد» مدة ستة أسابيع

دافعا مبلغا من المال تعدى المئتي دينار أردني، دون جدوى

حصل عليها من «حجاب» ماجد، في الأسبوع السابع عاد

أحمد ولكن هذه المرة متأبطا شرا، ليتفاجأ بأن «ماجد» قد

غادر المخيم تاركا خلفه عددا كبيرا من الأشخاص الذين

وقعوا ضحية مكره وخداعه.

يشعر أحمد بالندم على ضعفه واستسلامه لـ «ماجد»

ودفعه له النقود وتصديق أفعاله، عازيا ذلك إلىعدم إداراكه

وفهمه الصحيح لحقيقة الأمر، إضافة إلى قلة المعلومات

الدينية المتوفرة لديه عن هكذا أشياء.

و لنتأكد أكثر مما يتضمنه الحجاب من كلمات، قمنا بفك

الخرقة التيكتب المشعوذ طلاسمه عليها، و وجدنا الكلمات

عبارة عن رموز وإشارات غير مفهومة.

في خيمة أم عبدو

على امتداد رقعة مخيم الزعتري الذي أنشأته الحكومة

الأردنية في محافظة المفرق لاستقبال للاجئين السوريين

حين بدأت الأوضاع في سوريا بالتفاقم

2011

منذ العام

على خلفية تزايد التظاهرات الشعبية هناك، و على امتداد

ألف لاجئ

79

كم مربع هي مساحة المخيم، يعيش

5.2

سوري حياتهم بما تخللها من معاناة و ظروف قاهرة،

فأنشئت المحال التجارية بكافة أنواعها، وفتحت المدارس،

و عمل السوريون بمختلف المهن ليعتاشوا ويجمعوا قوتهم

اليومي.

من إربد كانت انطلاقة معد التحقيق إلى المخيم ، وعلى

مقربة من التقاطع السعودي في المخيم تقطن «أم عبدو»

وجهة معد التحقيق الرئيسية، في خيمة أم عبدو التي تقع

على مقربة من شارع السوق وفيها من الملامح الريفية

أشياء كثيرة، كانت مقابلة معد التحقيق مع امرأة في آخر

الخمسينات من عمرها، ترتدي «الشرش» الحوراني، وعلى

اء، حاملا معه كاميرا تصوير سرية،

ّ

من الحن

ٌ

يديها نقوش

جلس معد التحقيق بقربها، حيث اختار اسما وشخصية

مجهولة، مظهرا أمامها الثراء،وسرد عليها قصة مختلقة

لا وجود لها، مدعيا أنه «طالب في تخصص الصيدلة وكان

الأول على قسمه إلا أنه منذ فترة أصبح يشكو من عدم

تمكنه من الدراسة وقراءة الكتب، وأنه أصبح لا يستطيع

الإجابة على أسئلة الامتحانات، وإن ذلك سيؤثر على معدله

و سيؤخر تخرجه.

بعد سماعها القصة «المختلقة» طلبت أم عبدو اسم

معد التحقيق واسم أمه، و أخبرها اسما مستعارا (وائل

مغلوط(نجاح)، أخرجت أم عبدو دفترا

ٍ

الزعبي) واسم أم

وقلما وأخذت تكتب أشياء غير مفهومة، وقالت«عدد أخوتك

أربعة وأخواتك ثلاثة،» و أجابها «صحيح» رغم أن الحقيقة

عاما، و أومأ لها برأسه

22

ليستكذلك، ثم أخبرته أن عمره

مصدقا بالرغم من أن عمره غير ذلك، ثم نظرت نظرة

ق وقالت «يا حبيبي يا بنيي عين وصابتك، إنت

ِ

الشف

ِ

الواثق

السنة الماضية»، أظهر معد

12

معمولك عمل من شهر

التحقيق نفسه متفاجئا وسألها «من قام بذلك؟»، فأجابته

«أنشابا وفتاة من أصدقائه هم من فعلوا ذلك»، طلبمنها

أن تخبره بأسمائهم لكنها أبت لأنه على حد قولها «هذه

أسرار لا يباح بها»، طلبت أم عبدو من معد التحقيق قطعة

قماش من ثيابه التي يرتديها فأعطاها اثنتين، وأخبرته أن

يعود في الأسبوع القادم، لكنه قال لها «أتيت من عمان

وإنني في الغد مسافر إلى دولة الكويت حيث أهلي هناك»،

في نفس اليوم على أن يغيب

َ

ب

ُ

فوافقت أن تعطيه الحج

ساعة ثم يعود.

بعد عودة معد التحقيق إلى خيمة أم عبدو، وضعت أم

عبدو أمامه ورقة كبيرة مكتوب عليها أحرف أشبه بالشيفرا،

وحجابين مغلفين بلصاق أصفر، ومجموعة من القصاصات

الورقية، و طلبت من معد التحقيق أن يضع أحد الحجابين

في جيبه دائما، وأن «يدفن» الآخر في مكان بمنزله، وأما

القصاصات فطلبت أن يحرقها بعد صلاة العشاء، وأما

الطلاسم المكتوبة على الورقة الكبيرة فطلبت منه أن

يقرأها عند الدراسة، وأن يستحضر اسمين كتبتهما أم عبدو

على نفس الورقة.

دينارا مقابل ذلك، مؤكدة له أن

35

دفع معد التحقيق

مشكلته ستحل إذا التزم بما طلبته منه، وانصرف على أن

يحدثها على الهاتف، ليخبرها بمستجدات الموضوع.

وفي أثناء تواجد معد التحقيق في خيمة أم عبدو طرقت

بابها إحدى النسوة وأخبرتها أم عبدو أن تعود لاحقا، قصت

علي قصة هذه المرأة التي ترتادها بغية كتابة حجاب لها

يمكنها من أن تنجب طفلا بعد خمس بنات، خشية أن

يطلقها زوجها.

دور المنقذة والمصلحة

أظهرت أم عبدو نفسها ب

والمساعدة والتي تقدم يد العون للناس، وأخبرتنا أنها

تحل المشاكل على الهاتف، ويتصلون بها من دول الخليج

العربي .

بعد فتحنا للحجب التي كتبتها أن عبدو للاطلاع على

ات من سورة

مافي داخلة، تبين أنها تحتوي على آي

«الطارق» ولكنها مكتوبة بشكل خاطئ ومتصلة ببعضها

البعض، إضافة إلى رموز وخطوط بالحبر الأزرق لا يفهم

منها شيء، وقطعتا القماش التي أخذتهم أم عبدو كانتا

في أحد الحجابين.

عدنا للاتصال عبر الهاتف بأم عبدو بعد عدة أيام، عرفت

ا إذا استجد بشأنه شيء،

ّ

صوت معد التحقيق وسألته عم

أخبرها «أنني لم أزل على حالتي»، فأجابت أن المسألة

مسألة وقت فقط وكل شيء سيعود على ما يرام!!

ل الاتصال

كشف معد التحقيق عن شخصيته خ

ليواجهها بالحقيقة بأنه جاء باسم وشخصية ومشكلة

وهمية، مبينا لها بأنه تم تصوير وتسجيل ما دار في

خيمتها، و أخبرها بأنه سيقوم بإبلاغ السلطات، فما كان

منها إلا أن أغلقت هاتفها، وحتى هذه اللحظة من تاريخ

كتابة التحقيق وهاتفها ما يزال مغلقا.

النساء والشباب الفئة الأكثر إقبالا

«إن غالبية الذين يتعاملون مع السحرة والمشعوذين في

مخيم الزعتريهم من النساء والشباب، وأكثر منمنطقة في

المخيم معروفة باحتوائها على من يكتب الحجب،» بحسب

ما أكده لنا شريف الزعبي أحد رؤساء الشوارع في مخيم

الزعتري، مبينا أن السلطات الأمنية في مخيم الزعتري قامت

بحملة قوية تجاه هؤلاء من فترة وأوقفت الكثير منهم، إلا

أن بعضهم لا يزال يمارس هذه الأفعال بخفية.

شريف قال إنه على سجال دائم مع أحد هؤلاء وهو من

القاطنين في الشارع الذي يرأسه، محملا المسؤولية لمن

يصدق هؤلاء ويؤمن بادعاءاتهم، رغم كذبهم وبطلان

دعواهم .

من موقع عملها كمرشدة اجتماعية في هيئة رحمة

الناشطة في مخيم الزعتري قالت آلاء شحادة إنها تعاملت

مع حالات لجأت للشعوذة والسحر غالبيتهم من النساء

المتزوجات، مضيفة أن لجوءهن لذلك يكون لدواعي

الحمل والإنجاب، شاكية الأسرة في معظم الأحيان، إذ تشجع

الأمهات بناتهن للذهاب للمشعوذين .

وكشفت شحادة عن طريقة جديدة للشعوذة درجت

عنى هذه الطريقة

ُ

في مخيم الزعتري تسمى «الصوفة» ت

بالحمل وتتعامل بها بعض مشعوذات المخيم، منوهة

إلى أن البعض يظن أن لأشخاص معينين بركات وقدرات

علاجية.

توضح المرشدة الاجتماعية خولة إسماعيل أن العوام

وغير المثقفين في مجتمعاتنا العربية يصدقون هؤلاء

ويؤمنون بأفعالهم وأقوالهم، لعدم توفر خلفية معرفية

عن حقيقة الموضوع، مشيرة إلى قلة توفر التوعية الكافية

من قبل أئمة المساجد وعلماء الدين للناس الذين مازالت

تحكم الكثير منهم عادات وتقاليد قديمة أكل الدهر عليها

وشرب.

الشيخ مشهور إمام وخطيب المسجد المحمدي في مخيم

الزعتري أشار إلى أن أمثال هؤلاء المشعوذين منتشرون في

المخيم، ويضحكون على الناس، منوها إلى أنه غالبا يشير

في خطبه إليهم، محذرا الناس من زيارتهم أو تصديقهم،

مؤكدا على أن الدين الإسلامي موقفه واضح وصريح من

هؤلاء، إذ أنه لا يوجد في الإسلام حجب أو سحر يقي أو يمنع

قدر الله من حدوثه.

مشعوذ آخر

«أبو علي» مشعوذ آخر زار خيمته معد التحقيق بعد

أن طلب من شريف الزعبي أن يقوده إليه، و تصادف عند

وصولنا إلى خيمة المشعوذ خروج امرأة من خيمته وهي

تدعو عليه وتهدده بأنها ستشتكي عليه لأمن المخيم،

مطالبة إياه أن يعيد إليها المال الذي دفعته له.

أخبرتنا المرأة (أم وسيم) بقصتها المشعوذ أبو علي،

وقالت إنها منذ فترة طلبت منه أن يكتب حجابا لابنها

وسيم، الذي وقع في غرام فتاة لا تريدها له زوجة، وبعد

عدة زيارات لأم وسيم للمشعوذ كان يطلب فيها منها أن

تحضر له شيئا من ملابسوسيم، كتب لها «حجابا» وكلفها

دينار، إلا أن وسيم تزوج الفتاة

200

الأمر بمجمله مبلغ

والحجاب الذي كانت تضعه أمه تحت وسادته لم يسمن أو

يغني من منع، وجاءت اليوم تطالب المشعوذ برد المال إلا

أنه رفض وطردها من خيمته.

و تقول (أم وسيم) إنها باعت إسوارتها الوحيدة المتبقية

كذكرى من زوجها المتوفى في سورية جراء الحرب، لتدفع

للمشعوذ الذي كذب عليها، ولم تأتي أفعاله بأي نتائج

تذكر.

طلبنا منها أن ترينا «الحجاب» الذي تنوي حرقه،، و قام

معد التحقيق بتصوير «الحجاب».

عدنا لخيمة المشعوذ لمواجهته بقصته مع أم وسيم،

عرضمعد التحقيقصورة الحجاب الذي اعطاه لـ (أم وسيم)

و الذي كتبه بيده ولكنه كذب ذلك و أنكر القصة، وطردنا

من خيمته.

نواقص نفسية وجهل منتشر

وفقا لأخصائيي الطب النفسي فإن المترددين على

المشعوذين يعتبرون من الشخصيات الهشة والمهزوزة

داخليا، ويسهل التأثير عليهم من قبل الآخرين، ومعظم

هؤلاء المترددين يخفون عن ذويهم وأقرب الناس إليهم

ترددهم على المشعوذين.

الدكتورة منار بني مصطفى من كلية التربية في جامعة

اليرموك، لفتت إلى أن الأسباب الكامنة وارء ارتياد بعض

الناس للسحرة والمشعوذين، تكمن في أن هؤلاء الأفراد

يعانون من عدم المعرفة والوعي وغياب الوازع الديني،

مضيفة أن وقوعهم في مشكلات لا يجدون لها حل في

حياتهم اليومية، يدفعهم للحلول غير المنطقية خارج

المنهجية العلمية في حل المشكلات.

وعن مسؤولية المجتمع تجاه المشعوذين أكدت بني

مصطفى أنها مسؤولية قانونية وقضائية بالدرجة الأولى،

داعية إلى تتبعهم وملاحقتهم ومعرفة أماكن وجودهم،

داع الناس واللعب

لتتم محاسبتهم وإيقافهم عن خ

بعقولهم، مطالبة الإعلام بأخذ دوره تجاه هذه الظاهرة

سواء بما يتعلق بالمشعوذين أنفسهم أو الناس الذين

يصدقونهم لمنع حدوث أي أضرار مادية أو نفسية.

قالت الطبيبة النفسية إسراء عمر في مركز الدكتور هشام

فاخوري للأمراض النفسية في عمان «بالنسبة للأشخاص

الذين يلتجأون للسحر والشعوذة لحل مشكلاتهم، السبب

عائد لكون الإنسان بطبيعته يلجأ إلى الحلول الأسهل»،

مشيرة إلى أن هذا يعتبر حلا سهلا لدى البعض من أجل

تعليق أسباب فشلهم في حل مشكلاتهم على المشعوذين،

وشعورهم باليأس من أي حلول أخرى.

وأضافت عمر أن الدافع أيضا قد يكون الخوف من

الوصمة أو العار، في حال كان حل المشكلة بالانفصال أو

مراجعة الأخصائي النفسي، فيقوم باللجوء للمشعوذين،

إذ أن المشعوذين و السحرة مجتمعيا و تقليديا مقبولون

أكثر من الحلول الاخرى، موضحة أن عدم الوعي يلعب دور

كبير في ذلك، إضافة لرغبة الفرد أو الأهل في إيجاد حلول

سريعة، ظنا منهم أن الشعوذة أو السحر بقدرتهم القيام

بحلول فعالة و سريعة.

المرشدة النفسية أريج الياسين قالت «إن الجهل هو

رأس الأسباب التي تؤدي إلى لجوء الناس لتلك العادات»،

منوهة إلى أن الكثير من هؤلاء يتبعون هذه السلوكيات

جاهلين عواقبها والأسباب الحقيقية للجهل والسعادة.

وتابعت الياسين أن الحد من هذه الظاهرة يكون

بتكثيف الجهود وتعاون الجميع، ابتداء من الدولة والمجتمع

والأسرة والمدرسة والفرد، وذلك بالتصدي لمن يقومون

بهذه الأعمال وكشف خططهم وإخبار الجهات المسؤولة

عن متابعتهم.

قصور قانوني في الجزاء

قانونيا، أكد المحامي عمر النجدي أنه لا يوجد في

القوانين الأردنية نص صريح يعاقب على أعمال السحر

والشعوذة، مضيفا أن الدستور الطبي الأردني فقط حظر

على الطبيبممارسة الشعوذة (التدجيل)، فقد نصت المادة

) منه على أنه «يحظر على الطبيب اللجوء إلى أساليب

10(

يمكنها أن تسف بمهنة الطب، وخاصة منها ما يدخل في

زمرة الغش والتدجيل والادعاء باكتشاف طريقة للتشخيص

أو العلاج غير مثبتة علميا».

وعلق النجدي على هذا النص بقوله «إن النص قاصر

جدا، ولا يعالج جرائم السحر والشعوذة، بل يعطي الأمان

للمشعوذين، لأن الحظر خص بالقانون الطبي»، منوها

إلى ضرورة وجود نصوص خاصة بقانون العقوبات تجرم

هذه الأفعال.

وتابع النجدي أن قانون العقوبات الأردني لم يرد فيه

م الشعوذة والسحر، لذلك يلجأ قاضي الجزاء

ّ

نصصريح يجر

إلى إدخال الشعوذة ضمن الجريمة التي تكون ناتجا نهائيا

لعملية السحر أو الشعوذة كالاحتيال أو الإيذاء.

سلطة أمن المخيم

مدير المخيم العقيد محمد الكوفحي على مجريات

التحقيق، الذي أكد أن الأمن يقوم باعتقال الأشخاص

المعنيين وتحويلهم إلى المحاكم خارج المخيم، مؤكدا

على أنه عند عودتهم للمخيم، تقوم سلطات أمن المخيم

بقذفهم إلى سوريا .

دى استعدادهم التام لمتابعة مجريات

الكوفحي أب

القضية، وشن حملة أمنية واسعة ضد من يقومون بأعمال

السحر والشعوذة في مخيم الزعتري، علىضوء ما وصل إليه

التحقيق من نتائج .

يحدث في مخيم الزعتري

بتمتمات غير مفهومة وكتابات غير واضحة وطلاسم

متداخلة يكتب المشعوذون المنتشرون في مناطق متعددة

في مخيم الزعتري، ححبهم وتعاويذهم، ويمارسون السحر

والشعوذة والدجل باسم الدين لدوافع مادية، رغم الظروف

النفسية والاجتماعية والمادية للاجئين إلا أنهم يستغلون

الجهل وقلة الوعي، ويتلاعبون بمشاعر شريحة واسعة من

قاطني مخيم الزعتري ممن وقعوا ضحايا بين أيادياهم التي

تكتب السم و الكذب.

3

2016

نيسان

10 _ 1437

رجب

2

الأحد

الملف

QR Code

ل»

َ

المند

ُ

«خيام

ب وتعاويذ مكذوبة

ُ

مشعوذون سوريون في الزعتري يستغلون حوائج الناس بحج

«حجب أم عبدو» كما بدت بعد فتحها