Next Page  6 / 8 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 6 / 8 Previous Page
Page Background

6

2016

نيسان

17 _ 1437

رجب

9

الأحد

QR Code

متابعات

صحافة اليرموك – عائشة عناني

«كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني، كان له وجع طفل

وجسد عجوز، عينان من العسل وغمازة جذلة لطفل مشاكس

هارب من مدرسة اللغاوات، وجسد نحيل هش كالمركب

المنخور، عليه ان يعالجه بإبر الأنسولين كي لا يتهاوى فجأة

تحتضربات مرضالسكري: هدية الطفولة لصبي حرم من

وطنه دونما ذنب. لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة

البطل التقليدية: قامة فارعة، صوت جهوري زجاجي»، هذا

ما خطته غادة السمان في وصف غسان كنفاني.

ولا لمرة أكثر

ٍ

محقة في شيء

ً

لم تكن غادة السمان يوما

من المرة التي وصفت فيها غسان بصورة وافية عن الأديب

ها لم تستطع ان

ّ

والبطل والصحفي والمفكر والمناضل، لكن

تصف العاشق غسان، غسان الذي ربما تحب ومؤكد الذي

أحب.

لا حاجة لأن أعرف بغسان كنفاني، فلا أقدر على ذلك،

وحدها حيفا التي بزغت شمس غسان منها تستطيع ذلك،

ومنها مشى في غربته أو تغريبته، وفي بيروت صار لنا

. َ

وعاشقا

َ

وسياسيا

ً

وكاتبا

َ

ومفكرا

َ

صحفيا

ابن نيسان الذي يقول في برقوقه : عندما جاء نيسان

أخذت الأرضتتضرج بزهر البرقوق الأحمر وكأنها بدن رجل

ب بالرصاص . كان الحزن، وكان الفرح المختبئ

ّ

ق

ُ

شاسع، وث

فيه مثلما تكون الولادة ويكون الألم.

ثالوث فلسطيني

في العلاقة ما بين محمود درويش

ً

ولو تمعنت جيدا

أنهما ثالوث يكتمل بغسان

ً

وناجي العلي، ستعرف أيضا

كبير من

ٍ

كنفاني، فالرحلة والقضية والمصير واحد إلى حد

على اختلاف أحوالهم،

ٍ

الوجع. فالفلسطينيون شركاء هم

ونه، يدللونه، ويربتون على

ّ

وأصدقاء في الوجع ومعه، يرب

كتفه ساعة الفاجعة. وثلاثتهم ما زالوا أحياء في مكان ما

ويعرفون ما يريدون.

يقول درويش في رثاء كنفاني:

ك. تبقى شظايا

ُ

رؤياك، ولن يكتمل جسد

ْ

«اكتملت

منه ضائعة في الريح، وعلى سطوح منازل الجيران، وفي

لكل

ً

حضورنا نحن الأحياء طبقا

ْ

ملفات التحقيق. ولم يكتمل

الوثائق. نحن الأحياء مجازا

الميت مجازا

َ

لكل الوثائق. أنت

ً

ت – طبقا

ّ

المي

َ

وأنت

نحزن من أجلك؟ لا

نبكي من أجلك؟ لا

دة وصرنا

أخرجتنا من صف المشاهدين دفعة واح

ف الفعل ولا نفعل. أعطيتنا القدرة على الحزن، وعلى

ّ

نتشو

الحقد، وعلى الانتساب. وكنا نتعاطى الحزن بالأقراص

قن، ونتعاطى الانتساب بالوراثة.

ُ

ونتعاطى الحقد بالح

مرة واحدة أعطيتنا القدرة على الاقتراب من أنفسنا،

وعلى الرغبة في الدخول إلى جلودنا التي خرجنا منها دون

أن ندري.

يا غسانكنفاني ! 

َ

منا. ومن أنت

َ

الآنندري–حينخرجت

في جنازة بمصاحبة

َ

في كيس، ووضعناك

َ

حملناك

كما حملنا الوطن في كيس،

ً

الأناشيد الرديئة، تماما

ووضعناه في جنازة لم تنته حتى الآن، وبمصاحبة الأناشيد

الرديئة. كم يشبهك الوطن ! وكم تشبه الوطن !والموت

ان.

ّ

في الموت يا غس

َ

أنت

ٌ

رفيق الجمال. جميل

ً

دائما

وانتحر. لقد

َ

منك

ُ

الذروة حين يئس الموت

َ

ك

ُ

بلغ جمال

انتحر الموت فيك. انفجر الموت فيك لأنك تحمله منذ أكثر

من عشرين سنة ولا تسمح له بالولادة. اكتمل الآن بك،

والوطن والموت-

َ

به. ونحن حملناكم -أنت

َ

واكتملت

حملناكم في كيس ووضعناكم في جنازة رديئة الأناشيد.

ولم نعرف من نرثي منكم. فالكل قابل للرثاء وكنا قد أسلمنا

أنفسنا للموت الطبيعي

! هذه هي

ّ

أيها الفلسطينيون .. احذروا الموت الطبيعي

اللغة الوحيدة التي عثرنا عليها بين أشلاء غسان كنفاني.

اب .. ارفعوا أقلامكم عن دمه المتعدد! هذه

ّ

ويا أيها الكت

هي الصيحة الوحيدة التي يقولها صمته الفاصل بين وداع

المنفى ولقاء الوطن.

في حضرة الموت.

ّ

إلا

ً

لا يكون الفلسطيني فلسطينيا

لوا ويعودوا

ّ

قولوا للرجال المقيمين في الشمس أن يترج

غسان كنفاني يبعثر أشلاءه ويتكامل. لقد

ّ

من رحلتهم، لأن

بينه وبين الوطن.

ّ

حقق التطابق النهائي

أهكذا؟ نعم هكذا – حين تزول الفوارق بين الأجساد

وبين الأوطان – ويصير الكل في كيس واحد، تنزل العودة

من الأناشيد الرديئة إلى البندقية الجيدة، ولا تكون الحياة

للعودة.

ً

محورا

ً

مجازية. وهكذا – تكون الهجرة شكلا

موتك؟ لا

ُ

د

ّ

أمج

ألعن حياتك؟ لا

في

ٌ

تواجه بها الحياة. نادر

َ

د السخرية التيكنت

ّ

إني أمج

عنها،

ً

لها بل بحثا

ً

تحايلك على الحياة. تنزفها تنزفها لا حبا

بسخرية.

ّ

، لا يعامل الحياة إلا

ْ

ولم يعد

ً

من خرج من عكا يوما

تقابل بها

َ

د الابتسامة الكاذبة التي كنت

ّ

إني أمج

الأشياء – وهي باطلة كلها – فمن عرف فلسطين تاب عن

بخلاياك. تبتسم لسواها

ْ

السعادة. وفلسطين التحمت

كالعاشق المخدوع الذي يتحايل على الخيانة، ويحاول الهرب

من قلبه.

، كمتظاهر

ً

صليبا

ْ

إنسانية. ولم تحمل

َ

، كنت

ً

لم تكن رجلا

لا تراه.

َ

لا يراه أحد. حتى أنت

َ

ك

ُ

يحمل لافتة وراية. صليب

من الداخل. لأنه يسكنك كما يسكن البرق

َ

لأنه يأتيك

ُ

المفاجأة، وكما يسكن الكون الديمومة كان الصليب

إليك. وكان الوطن ينتسب إليك. وهما البديلان

ُ

ينتسب

الوحيدان.

حق يستعيرك،

ّ

. فبأي

ً

جميلا

َ

الموتما يجعلك

ُ

ليسجمال

ويتركنا بلا ندم؟ ليس جمال الموت، ولكنه حقيقة المأساة

في لحم إنسان حقيقي وفنان حقيقي.

؟ّ

إلى هذا الحد

ً

مغتربا

َ

الصدق اغتراب، فلماذا كنت

، فاجتمع الغزاة والطغاة على

ْ

ة فاشتكت

ّ

باعوا القضي

إخماد شكواها، لأن سلامتهم واحدة.

ْ

ب

ّ

هذا الإثم! جر

َ

في عكا؟ لماذا ارتكبت

َ

فلماذا ولدت

الحياة من جديد،

َ

من اسمها. ستخدعك

ْ

ان- واخرج

ّ

-يا غس

وتموت.

ط العشق والغيرة تكرهها،

ْ

، ومن فر

ً

تضيق بها ذرعا

ولكن ماذا تكون من دونها!

هذا الذنب؟

َ

في فلسطين؟ لماذا ارتكبت

َ

فلماذا ولدت

في هواها إلى آخر

َ

أن تذهب

ْ

ب

ّ

-يا غسان- جر

ْ

ب

ّ

جر

الشوط؟ ستخدعك الحياة من جديد. وتموت من جديد.

منها-قاتل وبين الاقتراب

ُ

الابتعاد عنها-قاتل والاقتراب

ك. الارتفاع يوازي الضياع. والنزول

ُ

والابتعاد يتأرجح جسم

ة العشق

ّ

يحاذي الأفول. وهذه هي المأساة. وهذه هي قدري

الفلسطيني.

المعشوقة قاتلة بحمالها، ونسيانها، وقدرتها على

ّ

لأن

يها، تغامرها. وهي تنام

ّ

الخيانة. تكتبها، ترسمها، تغن

في أذرع الآخرين، وحين تقول: تعبت، تحاصرك كالجلد.

بها: حين أنام فيها

ّ

تؤن

َ

ك كنت

ّ

تهددها، ولعل

َ

ك كنت

ّ

ولعل

سأرميها في البحر كقشرة برتقالة. لا تعطيك هذه الفرصة

.. لا تعطيك.

تنتظر هذه الفرصة. لا

َ

. وأنت

ً

أكثر من عشرين عاما

تعطيك. ويا غسان كنفاني، للمناسبة قل لي من أنت؟

غامض، عاجز عن الإجابة، لأنك فلسطيني حقيقي. كلما

غموضك.

ّ

وضوحك اشتد

ّ

اشتد

تنسى نفسك في البحث عن الوطن وينساك الوطن في

بحثك عن نقسك، ثم تلتقيان يومين في اليوم. في اليوم

الواحد تلتقيان أمس وتلتقيان غدا

الشجرة في الدم

ّ

وما الفرق بينكما؟ هو الفارق بين ظل

الشجرة في الماء. فلسطيني حتى أطراف أصابعك.

ّ

وبينظل

ُ

إذا كان المجد

َ

ك

ُ

فلسطيني حتى الحماقة. وهذا هو مجد

يعنيك

لامرأة،

ّ

علىالسائح،فتصيبهعدوىفلسطين،تقب

ُ

م

ّ

تسل

ـ، فيستكملطفولته في

ً

ة، تعانقطفلا

ّ

فتصير مريم المجدلي

يعنيك.

ُ

إذا كان المجد

َ

ك

ُ

إحدى قصصك. وهذا هو مجد

ّ

ة. فكلما اشتد

اب

ت؟ غامض وعاجز عن الإج

من أن

غموضك.

ّ

وضوحك اشتد

ّ

.. لم تمتشق بندقية ..لم تمتشق إلا

ً

لم تمتشق قلما

رأى

َ

سفك، ومن رآك

ُ

من قبل أن ي

ً

دمك. كان دمك مكشوفا

دمك. هو الوحيد الواضح، الوحيد الحقيقي والوحيد العربي.

سقف الهجرة وعاد كالمطر الذي يهطل فجأة من

ّ

دق

سماء النحاس على أرض القصدير. فهل سمعنا رنينه؟ هل

ان، فكيف نثأر له؟ وحين نقول

ّ

سمعنا صداه؟ سمعناه يا غس

رنا في هذا السؤال بمثل هذا

ّ

فلسطين، فماذا نعني؟ هل فك

الخجل من قبل؟

معناه أن تعتاد الموت، أن

ً

الآن نعرف: أن تكون فلسطينيا

م طلب انتساب إلى دم غسان

ّ

تتعامل مع الموت .. أن تقد

كنفاني

من اللحم المتطاير المحترق.

ً

قطعا

َ

الؤك

أش

ْ

ليست

ا، ويافا. طوبى للجسد

ّ

ا، وحيفا، والقدس، وطبري

ّ

هي عك

من لا يضم لحمه

ً

. ولن يكون فلسطينيا

ً

نا

ُ

د

ُ

الذي يتناثر م

من أجل التئام الأشلاء من الريح، وسطوح منازل الجيران،

وملفات التحقيق.

ماذا نفعل .. ماذا نفعل من أجلك؟ هكذا تساءلنا. ونسينا

أن نتساءل عما نفعل من أجل ما ومن تبقى منا. وكنا نرد

نمضي إلى أين؟ نمضي إليك ..

نحرق مكاتبنا ونمضي

ّ

إلى الثورة .. نخرجها من الفكرة والأحلام والأناشيد، لأن

ل المنفى

ّ

دمك قد خرج. الذاكرة والخارطة والأغاني لا تحو

إلى وطن. ولم يبق لنا غير الانتماء إلى الثورة وأخطائها. لا

الخطأ.

ّ

إذا بلغ حد

ّ

إلا

ً

يكون العشق عشقا

، لأنه فاتحة الصواب. ولنملأ

ً

فلنذهب إلى الخطأ جميعا

ولا

ً

ولا يتيما

ً

ر التي تركها غسان حتى لا يكون وحيدا

ُ

الأط

ل.

ّ

ل منشكل إلى رؤيا. فلندخلمرحلة التحو

ّ

. لقد تحو

ً

حزينا

وطوبى للقلب الذي لا توقفه رصاصة، لا تكفيه رصاصة!

، وعاصمة.

ً

نسفوك، كما ينسفون جبهة، وقاعدة، وجبلا

.. لأنك رمز، وحضارة جرح.

ً

وحاربوك، كما يحاربون جيشا

ولماذا أنت؟ لماذا أنت؟

م.

ل دائ

ّ

ة وتحو

ّ

لأن الوطن فيك صيرورة مستمر

د حتى

ّ

من سواد الخيمة حتى سواد النابالم. ومن التشر

المقاومة.

حقيقي وشفاف وابتكار لأنهار منحوتة مياهها من دماء

الزيتون

ّ

محترق، يتمازج فيها ظل

ً

هاجرة. خريرها دائما

ُ

م

الراحل بين الذاكرة والتراب.

سكانهما

َ

م، لأشغلت

ّ

لو وضعوك في الجنة أو جهن

بقضية فلسطين. وجدان وعاطفة ، ووسامة.

غيابك يجعل الوطن أبعد، فعندما

ّ

ا تنتمي إليك ولأن

ّ

وعك

م – هكذا يحسبون

ّ

تتقد

ً

ينسفونك ينسفون خطى

شكلك!

ْ

د

ّ

ان، حد

ّ

ويا غس

عد الوطن

ُ

ذنوبي، ومن ب

ْ

“من طول الرحيل سقطت

فيكم”

ٌ

من الحقيقة، وشكلي ضائع

ُ

اقتربت

الآن؟

َ

ك

ُ

وما اسم

“لا شيء .. لا شيء. تبعثر اسمي مع أشلائي. حين تعثرون

على أشلائي تعثرون على اسمي. ولن تجدوها ما لم تجدوا

وطني”

ّ

حتل

ُ

وأين وطنه؟ لا تقولوا إنه م

خرج

ُ

فينا. فمن ي

ٌ

فينا .. ضائع

ٌ

فينا .. ضائع

ٌ

هو ضائع

الوطن منا كي نراه؟

منا نبدأ، فكيف نبدأ؟ ومتى نبدأ؟

اسألوا هذا السؤال من جديد. واذهبوا إلى اسم غسان

كنفاني واسرقوه، أطلقوا اسمه على أيشيء وعلىكلشيء.

أطلقوا اسمه عليكم واقتربوا من أنفسكم، من حقيقتكم،

تقتربوا من الوطن.

ذاهب. ولم يعرفوا

ٌ

شيء

َ

ها هم يتبارون في رثائك. كأنك

من الريح، ومنازل الجيران

ٌ

أنك منذ رحلت – أتيت، قادم

وملفات التحقيق ومن الصمت واستمراء الهزيمة ومناقبها.

ً

ها هم يتبارون في رثائك، كأنهم يرثون فردا

! ً

آه .. من يرثي بركانا

د

ُ

.. لا تع

ْ

د

ُ

هذه لحظتك .. فلا تجمع أشلاءك ولا تع

لا تنتظرنا في المهاجر

قبل

َ

معك

َ

كان يجب أن نراك .. أن نعرفك .. أن نسير

فينا.

ْ

اليوم ولكن الموت لم ينضج

ي أهلك؟ لا

ّ

نعز

ي أنفسنا؟ لا

ّ

نعز

يه

ّ

نذهب إلى جبل الكرمل ونعز

يه

ّ

ا ونعز

ّ

نذهب إلى شاطىء عك

يها

ّ

نذهب إلى فلسطين ونعز

هي المفجوعة. هي الثكلى

يها أم نهنئها؟

ّ

نعز

ب عظامك

ّ

لا أدري. فهي التي سترت

هي التي ستعيد تكوينك من جديد

نموت

ً

. كثيرا

ً

ونحن هنا، سنموت كثيرا

حقيقيين

ً

إلى أن نصبح فلسطينيين حقيقيين وعربا

ً

الآن في البكاء قليلا

َ

ولكني أستأذنك

فهل تأذن لي في البكاء؟

هل تغفر لي؟

هناك؟»

ُ

كنت

َ

ني يوم

ّ

تحب

َ

أما كنت

ان

ّ

غس

ُ

غادة

كوكبتان أدبيتان عاشقتان، غادة السمان وغسان، غادة

التي أكره قلبها القاسي وغسان الذي تبكيني رقة قلبه. غادة

كغسان كنفاني من حياتها، وباتت بعد

َ

التي أضاعت بطلا

رحيله تتندم على عشق قابلته بقسوة لا مبرر لها، فأصبحت

تعترف«حبك يكبر فيصدري بصورة تستعصي على العلاج»

.

يقول غسان في حب غادة : لقد كان علي أن الجأ مرتين

على الفرار من أقرب الاشياء إلى

ً

أو مرغما

ً

إلى المنفى هاربا

في صدره، الحب والوطن.

ً

الرجل وأكثرها تجذرا

فيما تقول غادة السمان له: اخترعت حبك كي لا أظل

تحت المطر بلا مظلة، زورت لنفسي برقيات حب منك.

في الظلام كي لا يخاف.

ً

اخترعت حبك كمن يغني وحيدا

ويقول لها: أرجوك دعيني معك دعيني أراك . إنك تعنين

لي أكثر بكثير مما أعني لك وأنا أعرف أن العالم ضدنا

ولكنني أعرف أنه ضدنا بصورة متساوية، فلماذا لا نقف

ً

معا

ي عن تعذيبي فلا أنا ولا أنت نستحق أن

ّ

في وجهه؟ كف

ً

معا

نسحق على هذه الصورة . أما أنا فقد أذلني الهروب بما فيه

الكفاية ولست أريد ولا أقبل الهروب بعد. سأظل، ولو وضع

أطلس الكون على كتفي، وراءك ومعك.

فقالت له: لا أستطيع ان اقول لك أحبك فقد سمعت هذه

الكلمة تلفظ في الحانات، مع هذر السكارى.

وحين تهرب كلمة أحبك إلى الشوارع يطاردها الناس

ويرجمونها بالحصى ثم يقتادونها إلى مصح عقلي.

لا أستطيع أن اقول لك أحبك حتى لا يوسخها أصدقاؤنا

الألداء بنكاتهم وتظارفهم، وهي في طريقها إليك.

لا استطيع أن أقول لك أحبك لكني استطيع كتابة الكلمة

فوق جبينك، بصمت وأنت نائم لتلتقطها أصابع

ّ

بشفتي

أحلامك.

عليها غسان: سأغفر لك مثلما فعلت وأفعل وسأظل

ّ

فرد

افعل. أغفر لك لأنك عندي أكثر من «أنا» و أكثر من أي شيء

آخر، لأنني ببساطة، أريدك وأحبك ولا أستطيع تعويضك،

لأنني ابكي كطفل حين تقولين ذلك، وأحسبدموعي تمطر

مطوق بك، بالدفء والشوق،

ً

في أحشائي، وأعرف أنني أخيرا

معي هكذا؟

ِ

وأنني بدونك لا أستحق نفسي، لماذا أنت

ت عليه: أقول لك نعم و أقول لك لا، واقول لك

ّ

فرد

تعال وأقول لك اذهب، أقول لك لا أبالي، وأقولها كلها مرة

واحدة في لحظة واحدة، وأنت وحدك تفهم ذلك كله، كيف

صدقتني حين قلت لك «لا» وكيف، كيف لم تسمع عشرة

آلاف «نعم» .

كتب وسأحتقر نفسي لو حاولت

ُ

وقال لها: إن قصتنا لا ت

فهم،

ُ

كالإعصار الذي لا ي

ً

ذات يوم أن أفعل، لقد كان شهرا

كالمطر، كالنار، كالأرض المحروثة التي أعبدها إلى حد

إلى حد لمت نفسي ذات ليلة حين

ِ

بك

ً

الجنون وكنت فخورا

قلت بيني وبين ذاتي أنك درعي في وجه الناس والأشياء

وضعفي.

وكنت أعرف في أعماقي أنني لا استحقك ليس لأنني لا

حبات عيني ولكن لأنني لن أستطيع

ِ

أستطيع أن أعطيك

إلى الأبد.

ِ

الاحتفاظ بك

فردت عليه: ولم أقع في الحب، لقد مشيت إليه بخطى

ثابتة، مفتوحة العينين حتى أقصى مداها، إني واقفة في

الحب، لا واقعة في الحب، أريدك بكامل وعيي.

فقالت له: أفتقدك أيها الأحمق الرائع .

ً

عليها : عزيزتي غادة .. معلش ولكن انتبهي جيدا

ّ

فرد

. ِ

بك

ً

لما تفعلين، ذلك سيزيدني تعلقا

ً

رحل غسان كنفاني قبل أن يعود لنا ولغادة ورأسه مبتلا

وتركنا نحن هنا «كشيء» ومضى وهو يعرف أنه يحب غادة،

لنا ولها بأن الإنسان لا يموت

ً

ونحن نحبه عداها. مؤكدا

بمشيئته، وأن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية

الميت بل هي قضيتنا نحن الباقين إن كنا كذلك .

لا خوف فيه،

ٍ

وقال ذات مرة: كنت أعيش من أجل غد

وكنت أجوع من أجل أن أشبع ذات يوم، وكنت أريد أن أصل

لهذا الغد.

«نيسان».. و ثمانون عاما على ذكرى ميلاده

غسان كنفاني .. سقط الجسد وعاشت الفكرة.. والروح في انتظار الغد

صحافة اليرموك ـ زياد يوسف

قال أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الأميرة

رحمة الدكتور حسين الخزاعي إن ظاهرة سرقة

الأطفال منتشرة في مجتمعنا مع أننا نعتبر دولة

متقدمة نوعا ما، فالدراسات ما زال فيها ضعفا

واضحا خاصة عند الأبناء في المراحل المبكرة

والصفوف الأولى في المدرسة، مبينا أن النسبة

% من الأبناء الذين قد يقوموا بإحدى

60

تتجاوز

السلوكيات المتعلقة بالسرقة في مختلف الأماكن.

وأكد أن الخجل الذي ينبع من عائلة الطفل في

الكلام عن الأطفال أمام اخصائيين وأطباء نفسيين

يزيد المشكلة تعقيدا سواء بالسكوت عنها أو

بالتعامل معها بطرق غير صحيحة.

مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في ذلك هو

ا

ّ

شعور الإنسان بالحرمان لأسباب متعددة م

قد يؤدي إلى السرقة  فهذا الحرمان يأتي من

بيئة اجتماعية غير مناسبة للطفل، كما أن بعض

العقوبات قد تؤثر على الطفل بشكل سلبي، فعلى

سبيل المثال حرمان الطفل من حصته المالية

اليومية  قد تجعل الطفل يلجأ إلى مصادر اخرى

وأساليب اخرى للحصول على المال. 

وقال الخزاعي إن معظم السرقات لدى الأطفال

تحدث نتيجة البحث عن مستوى اجتماعي مدرسي

حيث يشعر الطفل بأنه أقلشانا من زملائه فيبحث

عن طرق اخرى لاشباع حاجاته .

رة في مراقبة

ولفت الخزاعي إلى دور الأس

الطفل بما أنه سيخضع لبيئة اجتماعية جديدة،

مبينا أن العلاقة ما بين الطفل وأمه يجب أن

توحي بالأمان كي يفصح لها عن أي سلوك خاطئ

يرتكبه، وفي حال حدوث سرقة ما من قبله،فعلى

الأسرة أن تسيطر على ردود الافعال فهذا كله

يؤدي إلى لغة خطاب في اللاوعي عند الطفل على

أنه سارق محترف.

ار إلى أولى الحلول المناسبة من خلال

وأش

محاورة الطفل من قبل والديه وتعليمه  أساليب

ره، مؤكدا

إدارة المال حتى يستطيع تدبير أم

أن البخل من قبل الوالدين قد يدفعه للسرقة،

والإسراف أيضا إحدى العوامل المشجعة للسرقة

فعند حصول الطفل على كل ما يريده بينما يأتي

اليوم الذي يمنعانه والديه عنشيء معين لظروف

معينة قد يؤدي إلى السرقة.

وتابع أن العقوبة الناجحة تتمثل في حرمان

الطفل بشيء بسيط جدا مما يملكه وجعله يعترف

بذنبه، فهذه العقوبة لا تؤذيه نفسيا ولا بدنيا،

وأن هناك رسائل على المدى البعيد قد تذكره

بالايجابية كوصف الطفل بالأمانة ومدحه من

قبل والديه. 

ويذكر الخزاعي أن الحالة التي يمكن عرضها

على أخصائي مختص هي عندما يفشل الوالدين

بالمتابعة، فلا مانع هنا من فكرة مصارحة الأبناء

بالوضع المادي للأسرة فهذا يؤدي إلى شعور

الطفل بالمسؤولية بأنه يملك مميزات لا يملكها

غيره، من هنا على الأهل دائما إعادة النظر في

طريقة تربية ابنائهم والتحاور معهم بالأمور

المادية.

أطفال يلجأون إلى السرقة لتحقيق مستوى اجتماعي جيد

صحافة اليرموك ـ أمل هدهد

ا للبصر،

ً

ليست المشكلة في أن تولد فاقد

خرى، المشكلة

ُ

أو أن تفقد بصرك بطريقة أو بأ

منذ البداية

َ

م

ِّ

د في مجتمع صم

َ

توج

َّ

أن

للأشخاص المبصرين.

سنة، طالبة هندسة

23 ،

نور العجلوني

ف

ِّ

مدنية في جامعة العلوم والتكنولوجيا، تصن

نفسها بأنها «طموحة»، تحب أن تتعلم وتعمل

عدة أشياء في وقت قصير،»حتى ما تخلي العمر

يضيع عالفاضي»، على حد وصفها.

، انضمت نور لمؤسسة

2013

ام

في ع

د، هدفها إنتاج جيل

��

متطوعي شباب إرب

ادر على تصميم

ق

ادي ال

ري

من الشباب ال

وإدارة المشاريع الريادية في مجتمع إربد،

ت قائدة

ان

م تقسيمهم لمجموعات وك

ت

مجموعتها.

تتحدث العجلوني لـ صحافة اليرموك عن

مشروع مطر، و تقول «تم اختيار الفكرة من

فكرة، بدأت بطابع تسجيل الكتب

25

أصل

َّ

الثقافية للمكفوفين، لكن بعد البحث وجدنا أن

المكفوفين بحاجة لشيء أهم، ألا وهو تسجيل

الكتب الأكاديمية، وليس فقط تسجيلها

ا،» مضيفة «اكتشفنا استخدامهم

ً

صوتي

ي تحويل النصوص

رى، ألا وه

��

خ

ُ

لطريقة أ

، بحيث تقرأها قوارىء

word

الورقية لنصوص

ا، أصبحت

ً

الشاشات، ولهذا السبب تحديد

فكرة مشروعنا إعطاء المكفوفين فرصة

تعليمية وثقافية متكافئة، عن طريق إما

ا،

ً

تسجيل الكتب الأكاديمية والثقافية صوتي

، وقمنا بتوفير

word

أو تحويلها لنصوص

مرافقين لهم في الجامعات للانتقال من مكان

لآخر، وللمساعدة في كتابة الامتحانات».

م لهذه الفكرة، قالت

و عن اختيار الاس

العجلوني «أحببنا أن يدل الاسم على التفاؤل،

ا عندما تكون الأرض جافة، أو في سياق

ً

تمام

د الفرص لكن تنتظر

َ

وج

ُ

الهدف، عندما ت

الدعم، فكانت طبيعة عملنا شبيهة بالمطر،

ها المبادرة الوحيدة

َّ

ومن المميز في مطر، أن

غير الربحية من نوعها في الأردن».

و تشير إلى أن ميزانية المشروع كانت

، مبينة

2015 -2013

«صفر» ما بين أعوام

أنهم لجأووا إلى «الإنترنت» للحصول على

تمويل لمشاريعهم.

لآن، حصلنا على

ل

2015

و تتابع «من

منحتين، منحة «بادر» من المنظمة العالمية

للشباب، ومنحة «موهبة» من صندوق الملك

عبدالله الثاني للتنمية، مكنتنا من الوصول

لعدد أكبر من الناس، في جامعات مختلفة،

اليرموك، الأردنية، ومؤتة،» مشيرة إلى أن

ا عمل المشروع

ً

عدد المتطوعين ازداد، وحالي

فرصة تطوعية.

500

على توفير

و عن آلية العمل في مشروع مطر، تقول

العجلوني «بداية نحدد المادة الأكاديمية أو

الثقافية التي من شأنها أن تعود بالفائدة على

أكبر عدد ممكن من المكفوفين، في بعض

الأحيان تصلنا طلبات فردية، وهي تعد جزءا

لا يتجزأ من الآلية، بعد ذلك نقوم بنشر إعلان

على مجموعة العمل في الفيس بوك، يتضمن

ن من المتطوعين لتسجيل

َّ

حاجتنا لعدد معي

»،word

نة أو تحويلها لنصوص

ّ

مادة معي

مضيفة «توجد مجموعات عمل للتسجيل

، ويتم إعطاء

word

خرى لتحويل الـ

ُ

الصوتي وأ

نة لتسليم المطلوب، من

ّ

مهلة زمنية معي

بعدها يقوم أعضاء الفريق بجمعها وترتيبها

رضية وتحقيق

ُ

بما يلائم للخروج بنتيجة م

ة.»

َّ

الفائدة المرجو

و عن المشاريع المستقبلية، تقول العجلوني

«إن الخطوة القادمة لمطر هي العمل على

إنشاء مكتبة بريل في ثلاث جامعات حكومية

ة، إضافة

��َّ

ي

��

ة، والأردن

ؤت

وك، م

رم

ي

ي ال

ه

لتسجيلات صوتية ضمن لائحة التسجيلات

رادة، والبدء ببرنامج للأطفال، فكرته

م

ال

قراءة القصص بطريقة تفاعلية، هدفه توسيع

مداركهم».

و عن الاتجازات التي حققها «مطر»، تشير

80

العجلوني إلى أن المشروع ساعد أكثر من

ا، إضافة إلى تحويل ما يزيد

ً

مكفوفا أكاديمي

،word

آلاف صفحة ورقية إلى نصوص

10

عن

تسجيل صوتي لكتب، مقالات،

20

و إنجاز

وروايات، عدا عن توفير مرافقين للمكفوفين

في الجامعات.

و تتمنى العجلوني، بعد خمس سنوات من

ّ

بدء المشروع، الوصول لكافة المكفوفين، وأال

م، و أن يحصلوا

ُّ

تواجههم صعوبات في التعل

على نفس الفرص التي يأخذها أي طالب

ر، مضيفة أن الهدف الأسمى للمشروع

ِ

بص

ُ

م

ت الكثير من الأشياء، نحن نهدف

َ

د

ِ

ق

ُ

هو «إذا ف

ونهتم بتوفير حق أساسي من حقوق الإنسان،

ألا وهو التعليم، و تقديم فرصة تعليمية

وثقافية متكافئة».

نشاط خيري لمساعدة المكفوفين

تقرأ الكون

ٌ

مشروع مطر .. عيون

تعبيرية

تعبيرية