2017
نيسان
23 _ 1438
رجب
26
الأحد
من هنا و هناك
6
࣯
࣯
سامي القاضي
ه الصبيح
�
وج
�
اشتد وطيس المعركة بين ال
والخطب الفضيع! ، فعندما تدور الحرب الفكرية
تصمت الأسلحة وتنطق الألسنة العقلية، فلقد كشف
لنا قناع المعنى في أخر لحظة، و قد حان وقت غربلة
نتائج هذه المعركة (المسكوت عنها)، و ما يحزنني
ا أن هذه المعركة انتهت بخسارة (أنا، وأنت،
ً
كثير
ونحن) وأقصد أمتنا العربية (مع إنو ملناش دخل!) .
وكمايقالدعنانلعببأوراقمكشوفة،ففيالبداية
سأخبركم أن الوجه الصبيح هو الأنترنت والخطب
الفضيع هو الهواتف الذكية!، هذه العنكبوتية كانت
الق والعزائم
�
مصيدة للشباب وهدم للدين والأخ
ٍ
الإنترنت إلى ساحة
ُ
والقيم، لقد تحولت شبكة
لمعركة كبيرة تستهدف أجيال هذه الأمة، فتحولت
من سلاح لخدمة العلم والعلماء والباحثين إلى
غرفة لتجارة الجنس والترويج للإباحية ونشر المواد
المخالفة للآداب والافكار الظلامية.
الإنترنت ولد ليقود الانسان الغربي الى العلم
والتطور الحضاري وتقود الانسان العربي إلى
الجهل والإنحطاط ولتسجل براءة اختراع تحت اسم
(مصيدة الإنسان العربي)، وكأنها نبتة قد زرعت
لتحصد خيراتها لهم أو بقنبلة موقوتة خدعتنا.
ولو تكلمنا عن الإنترنت كنقطة من ماء وطين
سنة من دمارنا،
42
لكان له تاريخ ميلاد، أي قبل
هذه التقانة جاءت نتائجها علينا بفائدة قليلة وضرر
كبير.. احترت في تحديد عنوان لهذا المقال الذي
م على ذهني وعقلي (حصان طروادة) من مجرد
ّ
خي
هدية بهية وجميلة (مقصدها السلام) إلى مخزن
لجنود ومحاربين معادين للسلام، والعناوين .. كانت
قريبة من الخيال والحقيقة (مثل الماء الذي وجد
ا للوضوء!) أو
ً
على كوكب المريخ، فهل يكون صالح
السلاح الذي يحمله صاحبه فمن المؤكد أنه يرعب
خصمه كما أنه يرعبصاحبه، فهنا كنت أردد احترت
بك (يا مدام تقانة) اكتب وبرأسي كلمات تتردد في
ذهني من الممكن أن القارئ يخاطب نفسه (زودها)،
لكن أردت توضيح ذلك .
فهذا عباس بن فرناس أول من فكر بالطيران
.. فلقي حتفه، وذاك العالم الذي اخترع المضاد
الحيوي الذي قاده لذات المصير.. أي أن في الخير
القليل شره، لا بالشر القليل خيره. التقانة (سلاح
فتاك) ولكنه ككل الأسلحة ذو حدين، والسلاح الذي
تحتاجه مرة سوف تستعمله في كل مرة؛ فالتقانة
علم أتاح للإنسان الكثير من الفوائد التي لا تحصى
أو تعد.
نعم هذا صحيح واقعي (أشد على يدك) فمثلا
توفير الوقت، والجهد، والتواصل، والتنقل والعمل،
والكثير الكثير، فجذورها كثيرة منها (التقانة
المنزلية، والاتصالية، والمعلوماتية، والإعلامية،
والفنية، والتربوية)، لكن بما أن الإنسان خلق على
الأرضليسكاملا، فمن المؤكد أنمختراعاته ليست
ا , وللأسف أن معظم شبابنا
ً
كاملة الأوصاف أيض
من
ٌ
وفتياتنا يستخدمونها في الشر والفساد، فكثير
ج للمجون
ِّ
المواقع على شبكة الإنترنت أصبحت ترو
والخلاعة، حتى وصل الأمر إلى تشكيك شبابنا
في عقيدتهم بعرض الفرق المنحرفة, لمحاربة
الإسلام، وزعزعة الإيمان، بنشر الشبهات للتشكيك
في المبادئ والقيم، فكم وقع من شبابنا في فتنة
التكفير والتفجير وانتشار كثير من المجون والفساد
بسببهذه الشبكة التي فتكت بالعقول وقضتعلى
الكثير؟ حيث هنا نجد الخطب الفظيع، فالتقانة لها
كثير من الأمور السلبية مثل (الإشعاعات الضارة،
والإدمان، وإفساد العقول)، وتعددت وسائل الإغواء
والإغراء، وأصبح التعارف المشبوه هو شعار مزيف
يردده الكثيرون، ونشأ بسبب ذلك جيل منا يبيعون
منتجات التغريب والإدمان والإنفاق والوقت الخجول
(الذي لم يستفيدون منه سوى بتحميل صورهم) ..
دعوني أفصح أكثر.. أن الذي سيطر على ذهني
وسبب لي الألمسواء بكتابة هذه المقالة أو منخلال
نتائجها (انقطاع صلة الرحم)، فلا يكاد منزل يخلو
من (هذا الفيروس) الهواتف الذكية التي أصبحت
ا إذا ضاع إقرا على نفسك
ً
(كخاتم المتزوجين حديث
السلام)، بل وكأننا نراه أنه هو أنا، وما بداخله هم
ا معارفي، أو الذين نريدهم (إضافة صديق)،
ً
جميع
أو الذي نكره وجودهم (ارميه على الحظر)، فأين
نحن؟؟ فصلة الرحم غدت (مسج، أو ضوء ظهور ) فـ
آخ منك يا ( مدام تقانة .
.. ولتكن
ً
ؤاال
��
رح س
�
د أن أط
�
وقبل أن أكمل أري
أجوبته في النفوس والضمائر! ، هل من الممكن أن
يقول العربي (عدنا)، أم أنه سيبقى يقول (سنعود
بعد قليل!).
وجه صبيح يتبعه
خطب فظيع !
࣯
࣯
صحافة اليرموك - دانيا كيشاوي
فتاه بدأت طفولتها العفوية بحبها للرسم والتلوين,
فبحثت عن الأشكال والألوان في نفسها, وفي بيتها
ومدرستها وبيئتها, إنسانة وجدت نفسها بين ألوان
الحياة وحاولت عبر سنين مضت أن تجمع تلك الألوان
لتشكل منها لوحة جميلة, ركزت في فنها على الحرب
والطبيعة, كما وجسدت المرأة منخلال لوحاتها وأرادت
أن ترسل من خلال فنها رسالة للمجتمع الأنثوي نصها
«الحرية فكر وليست جسد, والمرأة بالفكر تصل إلى
عنان السماء».
روزان العيسى, فنانه تشكيلية طموحة كرست
حياتها للفن, هدفها ليسالشهرة بل أن تصل برسالتها
من خلال لوحاتها الفنية الى أغلب الأذهان.
اختارت أواخر التسعينات لتبدأ خطواتها الاولى في
تحقيق أحلامها الفنية, التي راودت مخيلتها المشتعلة
منذ زمن باكر, ومن هنا انطلقت روان العيسى لتجد
نفسها في قسم «الجرافيك ديزاين» في الجامعة
الاردنية, فحصلت على درجة البكالوريس في الفنون
التشكيلية .
والدها مصور وكاتب، فضلا عن تعلقه بأغلب
الأجناس الإبداعية, ولا شك أن تعلق والدها واهتمامه
بالأدب والفن قد وجه عنايتها إلى هذا العالم الابداعي
الغامض, الذي أغواها منذ يفاعتها وقسم ذهنها وقاد
مشاعرها وأغراها للولوج في حقل الابداع المتفجر
ا.
ً
أبد
أعمالها نادت بحرية المرأة بشكل عام، وعند سؤالها
عما قادها إلى طريق الفن ؟ أجابت العيسى بكل ما
تحمله الكلمة من مشاعر وحب «الفن حياة» وتابعت
أنها جاءت الى حياة مليئة بالأشياء، فمن الطبيعة أخذت
الصمت والألوان, ومن الصخور تعلمت الصمت والنحت,
ومن الماء تعلمت الشفافية والصدق, وكثير من الاشياء
ا كبرى .
ً
ا وأحاسيس
ً
التي قادت إلى نفسها مشاعر
العيسى, وجدت بالفن ترجمة لمشاعر المرأة الفنانة
والانسانة بجميع مجالاتها, كما وترى أن الفنان قبل أن
لقي نظرة شاملة إليها ثم يعطي
ُ
يبدأ باللوحة فإنه ي
لعينه فتحة صغيرة لتصدر ما يشبه الشعاع, فتتشكل
على اللوحة جميع العناصر المراد رسمها, وهذا الشعاع
يكاد أن يكون غير مرئي، بحيث لا تراه إلا الريشة التي
تبدأ بالتأثير كالنحلة، التي تأخذ من هذا اللون وتعطي
لذاك, وهكذا حتى تكتمل اللوحة .
تفضل المدرسة الواقعية التي تعلمها الفن وتميل
ا عن
ً
ا إلى المدرسة التعبيرية, ولكنها لا تبتعد أبد
ً
احيان
الواقع, لأنها ترى فيه لوحاتها الفنية بشكل لا ينقطع .
اما عن الألوان فتراها العيسى ككريات الدم التي
تسير في دمها حيث تشعر بها وهي تدخل في قلبها,
ومن ثم تعود الى أصابعها لتحرك الريشة كما تشاء
بحيث كل لون يأخذ مكانه.
الفن التشكيلي بالنسبة لها نوع من الإبداع والمثالية
الأقرب الى الكمال, فالفنان التشكيلي الذي يمضيوقتا
ا, وآخر يشكل لوحة فنية من
ً
طويلا لينحتشكلا بشري
قطع صغيرة من الرخام فهذا هو الفن, والذي يشكل
لوحة تكاد ان تنطق, فتلك هي اعظم الفنون .
ساهم والدها بطريقة إيحائية ودونما تدخل مباشر
في سحب مسمار الأمان من قنبلة الخجل الاجتماعي,
فشاركت في المعرضالذي أقامه اتحاد الأدباء والكتاب
العرب في العراق, وهي على مقاعد الدراسة وكانت
خطوة جريئة من فتاه انخرطت بعالم الفن بسرعة
كبرى في زمن ليس للفتاة دور به الا قليل .
كانت معظم اعمالها لهذا المعرضعبارة عن الحفر
على الخشب والزنك وقد تناولت بها هموم الناس
وهواجسهم الداخلية, وامتدت للتعبير عن الانسان
الذي يعاني من الاضطهاد والجوع وغياب الحريات
في كل مكان, كما خصصت مساحة كبيرة من اعمالها
لهموم المرأة, وأغان للألم, وحركات التحرر بالعالم .
وبعد تخرجها من الجامعة, شاركت بالمعرض الذي
أقامه المتحف الوطني الأردني للفن الحديث, وركزت
بأعمالها على الهم الفلسطيني وأرصفة لبنان التي
ا انذاك بقوة.
ً
كانت تشغلها كثير
وعندما ذكرت الهم الفلسطيني, كان علي أن اسألها
عن المؤثرات الفنية التي لا تذهب من ذاكرتها الفنية؟
فأجابت بعد لحظة صمت «فلسطينيتي ترسمني اينما
كنت, وموضوعاتي وألوانها لا تزال مستوحاة من
التضاريس الجغرافية الفلسطينية التي تنطوي على
كل ألوان القوس قزحية «فبهذا لا غرابة ان ترسم
حزن المواويل وهي تداعب النجيمات الساهرة, أو أن
رب آهاته إلى نوافذ المحبين
ّ
تلتقطوجع الناي وهو يس
الذين لم يغمض لهم جفن ولم يهدأ لهم بال, فضلا
عن ذلك فهي تحب أن تعبر عن أعين أمهات الشهداء
في لوحاتها .
ا, روزان العيسى تفضل ان تأخذ حكمتها من
ً
وأخير
ا,
ً
ا من الماء الذي يبدو دائما شفاف
ً
الطبيعة, وخصوص
ويظهر ما بداخله فقط, ولطالما هو بطبيعته جار, لا
يستطيع أحد إيقافه ولا حتى تعكيره.
والدها السبب الرئيسي لانخراطها بعالم الفن
روزان العيسى.. تشكيلية ركزت بأعمالها على المرأة والحرب والطبيعة
࣯
࣯
صحافة اليرموك ـ يونس احمد
من منا لم يدع أو يسمع هذه الأدعية أو
مثلها ؟
«اللهم انصرنا على أعدائنا» «اللهم حرر
المسجد الأقصى» «اللهم ارزقنا صلاة في
المسجد الأقصى».
هذه الأدعية وغيرها مما اشتهر على ألسنة
الناس وألسنة الدعاء والخطباء في المساجد و
هي موضوع هذا المقال
هل يجوز دعاؤها ؟ ولماذا لا يستجاب لنا ؟
وما هي شروط الإجابة ؟
هـ
2
دعونا نعود معكم قليلا إلى عام
ِ
الله
ُ
ول
�ُ
س
َ
ر
َ
ر
َ
ظ
َ
ن
ٍ
ر
ْ
د
�َ
ب
ُ
م
ْ
و
�َ
ي
َ
ان
َ
ا ك
َّ
م
َ
«ل
َ
ين
ِ
ك
ِ
ر
ْ
ش
ُ
م
ْ
ى ال
َ
ل
ِ
إ
َ
م
َّ
ل
َ
س
َ
و
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ُ
ى الله
َّ
ل
َ
ص
َ
ة
َ
ع
ْ
س
ِ
ت
َ
و
ٍ
ة
َ
ائ
ِ
م
ُ
ث
َ
ال
َ
ث
ُ
ه
ُ
اب
َ
ح
ْ
ص
َ
أ
َ
، و
ٌ
ف
ْ
ل
َ
أ
ْ
م
ُ
ه
َ
و
ُ
ى الله
َّ
ل
َ
ص
ِ
الله
ُّ
ي
ِ
ب
َ
ن
َ
ل
َ
ب
ْ
ق
َ
ت
ْ
اس
َ
، ف
ً
ال
ُ
ج
َ
ر
َ
ر
َ
ش
َ
ع
،ِ
ه
ْ
ي
َ
د
َ
ي
َّ
د
َ
م
َّ
م
ُ
، ث
َ
ة
َ
ل
ْ
ب
ِ
ق
ْ
ال
َ
م
َّ
ل
َ
س
َ
و
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ا
َ
ي م
ِ
ل
ْ
ز
ِ
ج
ْ
ن
َ
أ
َّ
م
ُ
: «الله
ِ
ه
ِّ
ب
َ
ر
ِ
ب
ُ
ف
ِ
ت
ْ
ه
َ
ي
َ
ل
َ
ع
َ
ج
َ
ف
َّ
م
ُ
ي، الله
ِ
ن
َ
ت
ْ
د
َ
ع
َ
ا و
َ
م
ِ
آت
َّ
م
ُ
ي، الله
ِ
ن
َ
ت
ْ
د
َ
ع
َ
و
ِ
م
َ
ال
ْ
س
ِ ْإ
ا
ِ
ل
ْ
ه
َ
أ
ْ
ن
ِ
م
َ
ة
َ
اب
َ
ص
ِ
ع
ْ
ال
ِ
ه
ِ
ذ
َ
ه
ْ
ك
ِ
ل
ْ
ه
ُ
ت
ْ
ن
ِ
إ
ُ
ف
ِ
ت
ْ
ه
َ
ي
َ
ال
َ
ا ز
َ
م
َ
»، ف
ِ
ض
ْ
ر
َْأ
ي ا
ِ
ف
ْ
د
َ
ب
ْ
ع
ُ
ت
َ
ال
،ِ
ة
َ
ل
ْ
ب
ِ
ق
ْ
ال
َ
ل
ِ
ب
ْ
ق
َ
ت
ْ
س
ُ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
د
َ
ا ي
ًّ
اد
�َ
، م
ِ
ه
ِّ
ب
َ
ر
ِ
ب
ُ
اه
َ
ت
َ
أ
َ
، ف
ِ
ه
ْ
ي
َ
ب
ِ
ك
ْ
ن
َ
م
ْ
ن
َ
ع
ُ
ه
ُ
اؤ
َ
د
ِ
ر
َ
ط
َ
ق
َ
ى س
َّ
ت
َ
ح
،ِ
ه
ْ
ي
َ
ب
ِ
ك
ْ
ن
َ
ىم
َ
ل
َ
ع
ُ
اه
َ
ق
ْ
ل
َ
أ
َ
، ف
ُ
ه
َ
اء
َ
د
ِ
ر
َ
ذ
َ
خ
َ
أ
َ
ف
ٍ
ر
ْ
ك
َ
و ب
ُ
ب
َ
أ
،ِ
الله
َّ
ي
ِ
ب
َ
ا ن
َ
: ي
َ
ال
َ
ق
َ
، و
ِ
ه
ِ
ائ
َ
ر
َ
و
ْ
ن
ِ
م
ُ
ه
َ
م
َ
ز
َ
ت
ْ
ال
َّ
م
ُ
ث
ُ
ز
ِ
ج
ْ
ن
ُ
ي
َ
س
ُ
ه
َّ
ن
ِ
إ
َ
، ف
َ
ك
َّ
ب
َ
ر
َ
ك
ُ
ت
َ
د
َ
اش
َ
ن
ُ
م
َ
اك
َ
ف
َ
ك
.» (صحيح مسلم)
َ
ك
َ
د
َ
ع
َ
ا و
َ
م
َ
ك
َ
ل
ِ
اب
َّ
ب
َ
ثم لنعود إلى أيام البعثة فقد ورد عن خ
: شكونا إلى رسول الله صلى
َ
ال
َ
، ق
ِّ
ت
َ
ر
َ
الأ
ِ
ن
ْ
ب
الله عليه و سلم وهو متوسد بردة له في ظل
الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا
؟ قال ( كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في
جاء بالمنشار فيوضع
ُ
الأرض فيجعل فيه في
على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن
دينه . ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه
من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه
والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من
صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب
على غنمه ولكنكم تستعجلون ) (صحيح
بخاري)
هنا استحضرني السؤال التالي لماذا لم يدع
النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة
وكان حال المسلمين آنذاك في حالة من ضعف
يستوجب الدعاء لهم ؟ و النبي صلى الله عليه
وسلم مجاب الدعاء فلو دعا لتحقق لهم ما كان
وانتصر على قريش وانتصر الإسلام وظهرت
الدولة آنذاك بوقت أبكر.
لكن حاشا أن يكون النبي صلى الله عليه
وسلم وهو المعلم الأسوة أن يسيء الأدب مع
الله عز وجل، فكما لكل نتيجة أسباب فالنصر
له أسبابه وقوانينه فالأمر ليس مجرد دعوة.
ولنفترض جدلا أنه دعا لهم فماذا عمن
سيكونوا بعده من أين لهم بنبي مجاب الدعاء ؟
الأمر أمر قوانين يجب التعاطي معها بشكل
ً
إذا
سوي.
لاحظنا في القصتين السابقتين أن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يدع ربه إلا حين
بذل كافة الوسع وكل الأسباب المتاحة له ثم
كان الدعاء ختاما ليكمل هذه المنظومة من
الأسباب ، وقياسا على النصر فكذا الحال في
سائر أمور حياتنا الأخذب بالأسباب والالتزام
بالقوانين والمعطيات التي تجلب النتيجة أولا
ثم يكون الدعاء
فنجاحك بالدراسة أو هدايتك للطاعة أو
نصرك على عدوك يحتاج لبذل الجهد والوسع
الذي أعطاك الله إياه
ا
َ
م
َّ
ال
ِ
ا إ
ً
س
ْ
ف
َ
ن
َُّ
اهلل
ُ
ف
ِّ
ل
َ
ك
ُ
ي
َ
قال تعالى : (ال
ا
ً
س
ْ
ف
َ
ن
َُّ
اهلل
ُ
ف
ِّ
ل
َ
ك
ُ
ي
َ
ا) وقال أيضا : (ال
َ
اه
َ
آت
ا) هاتان الآيتان دليل واضح على
َ
ه
َ
ع
ْ
س
ُ
و
َّ
ال
ِ
إ
أهمية السعي في اكتشاف ما آتاك الله من
قدرات وامكانيات وقوانين وضعها في الأرض
و وبعد اكتشافها عليك صقل ما عندك ثم
توظيف ما وجدته ضمن وسعك والمتاح لديك
إن مهمتك كانسان خليفة لله في الأرض
خلقك ليبتليك وابتلاؤك هذا هو امتحان لك
وحتى تنجح في هذا الامتحان أعطاك الكتاب
الذيستدرسعليه وهو الوحيمن قرآن وسنة.
فماذا فعلت أنت ؟ هل ينفع أن لا تدرس
كتابك وثم تذهب للامتحان ترجو المعلم
أن يضع لك العلامة التي تريد وبل يعطيك
الأجوبة مع العلامة التي تريد ؟؟؟ ولله المثل
الأعلىفوظيفتك أنتهي بذل الوسع في العلم
وثم العمل المبني على العلم وبذل كل ما
تستطيع لتحقق النتيجة التي ترضي الله فيها
فمتى ما قمنا بنصر الله بإتباع قوانينه
وسننه نصرنا الله.
وتذكر أن الدعاء حاله حال أي عبادة بحاجة
الص فلا ينفع أبدا أن تدع الله ثم
�
إلى الإخ
ر أو إشراك
�
تشركه معه شيء من عمل آخ
واسطة تحقق لك ما تريد .. فالدعاء عبادة ،
والإخلاصشرط لقبوله
وإن جادل البعض بان القرآن الكريم يعد
الداعي بالاستجابة في قوله تعالى ( وإذا سألك
عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا
.)186 -
دعان) ( البقرة
ة (فليستجيبوا لي
�
سنقول له أكمل الآي
)186 -
وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ( البقرة
فهل نحن حقا استجبنا لم طلبه الله منا ؟
والله إن كثيرا مما نسمعه اليوم من أدعية
ليستحي الرشيد منا أن يؤمن عليها لم فيها
من قلة وسوء أدب مع الله، فلذلك من أطاع
الله في قوانينه فإن من عدل الله أن يحقق له
النتائج وإن كان كافرا، فقوانين الله الكونية
تمشي على الجميع.
فقانون الجاذبية لا تحمي مسلما من
السقوط لأنه مسلم، وكذلك قوانين النصر
والتقدم لن تتعطل مع الكافر لأنه فقط كافر،
وإلا فأين عدل الله من هذا؟
ا الركون فقط إلى
�
فأيها الشباب إن أردن
الدعاء فماذا تركنا للعجائز ؟
ختاما لا أقول إلا أنه ربما لو صح منا الدعاء
لما صح لنا إلا دعائين
اللهم اهدنا اللهم اعنا
فقه الدعاء في ضوء القرآن و السنة
࣯
࣯
صحافة اليرموك ـ سارة عثمان
تعتبر الثقة بالنفس وتقدير الذات الطريق الأمثل
للنجاح الباهر، كما قال أمرسون {إن العالم يفسح
ٌ
الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب}، فكثير
ا يمتلك ميزات تعتبر أهم مقومات النجاح، كالذكاء
ّ
من
والحكمة والمال والجمال وغيرها الكثير، ولكن ما لا
يعرفه الكثير أن أهمهذه المقوماتهي الثقة بالنفس
بوصفها أول مقومات النجاح الباهر بدون منازع.
تتلخص أهم ميزة بالشخص بكيفية تعزيز ثقته
بنفسه، ويختلف هذا الأمر من شخص لآخر، وهنا
يقول ميلاد درويش -مدرس لغة انجليزية- إنه يعزز
ثقته بنفسه من خلال تقوية شخصيته في مواجهة
المشاكل التي تواجهه وتجاهل الأشخاص السلبيين
في حياته، فيما تقول دينا الجمل - طالبة جامعية- إن
دعم الأشخاص القريبين منها مثل عائلتها وأصدقائها
يزيد من ثقتها بنفسها، وغير ذلك تركيزها على
الصفات الإيجابية فيشخصيتها وتجاهل السلبية منها
هي وصفة ممتازة لزيادة الثقة بالتفس.
بينما ترى السيدة سيرين العزام -رئيسة قسم
التقدير في دائرة ضريبة الدخل والمبيعات- أن تعزيز
الثقة بالنفس يكون بعدم الخوف من أي شيء كان
ومواجهة جميع المشاكل والعمل على حلها.
ا بالنسبة لها،
ً
وتضيف أن القراءة عامل مهم جد
القراءة عن طريقة التعامل مع كافة أنواع
ً
خاصة
ا الصدق في التعامل؛ فعندما يكون
ً
الشخصيات، وأيض
ا لا يخاف تزيد ثقته بنفسه.
ً
الشخصصادق
واري فيقول: حتى يعزز
��
رف ه
�
ا المحامي أش
�
أم
ا بكل
ً
الشخص ثقته بنفسه يجب أن يكون مقتنع
خطوة يقوم بها، بالإضافة لاستقلالية الشخصية
واختلافها عن الآخرين والتميز في الأسلوب، والأهم
من ذلك هو التعامل مع الأشخاص حسب مستوى
تفكيرهم ومعرفتهم وعدم الاهتمام البالغ بآراء الناس
السلبية.
وبرأي الطالبة دانا النجار فإن إيمان الشخصبنفسه
وقدراته على الإنجاز بامتلاكه الكثير من الميزاتوعدم
الاستسلام للمواقف السلبية أو الخسارات التي قد
يواجهها في حياته أو حتى التأثر بها.
من الناحية العلمية، وبرأي المختصفيدراسة علم
النفس ولغة الجسد أحمد القاضي؛ فإن الثقة بالنفس
تأتي بدرجة عالية من تربية الأهل والنشأة للطفل
الطفل الذي ينشأ على أنه شخص
ً
منذ صغره، فمثلا
متفاعل مع الآخرين، يعبر عن رأيه بصراحة ويدافع
عن حقوقه ويطلب حاجاته، ينشأ ويستمر على هذا
الأساس حتى في كبره.
ويتابع في حال وجود بعض العوامل السلبية مثل
منع الطفل من التفاعل مع الناسوممارسة النشاطات
المختلفة أو وجود أبوين قاسيين بشكل مبالغ فيه أو
إخوان متسلطين وما إلى ذلك، فكل هذا يؤدي إلى
غياب الثقة.
ولتجنبهذه العوامل والتغلبعليها يرى القاضي أن
مساعدة أهله له
ً
الطفل يحتاج إلى دعم خارجي، فمثلا
في حال التعدي عليه تزيد من ثقته بنفسه وتشجيعه
ورفع معنوياته باستمرار، أما إذا واجه الشخص أحد
هذه العوامل في طفولته وكبر دون معالجتها؛ في
هذه الحالة يصبح تحسين ثقته بنفسه مسؤوليته
الشخصية، بأن لا ينطوي على نفسه ويعتزل العالم.
وشدد القاضي على أن العلاقات الاجتماعية بشكل
عام تزيد من ثقة الشخص بنفسه، كذلك أن يقرأ
الكتب ويتابع المحاضرات ويمارس الأنشطة المختلفة.
ا في موضوع
ً
مهم
ً
ويضيف: لغة الجسد تمثل عاملا
الثقة؛ فإذا تعلم الشخصتجنب التصرفات والتعبيرات
ب على التعبيرات
ّ
التي تدل على نقص الثقة وتدر
التي تعطي انطباع الواثق، فإن ذلك سيزيد من ثقته
بنفسه.
وأكد على أهمية الثقة بالنفس لكل إنسان في
العالم، فهي العامود الذي يصقل الشخصية ويفتح
الطريق في جميع مجالات الحياة.
الثقة بالنفس.. العامود الذي يصقل الشخصية للنجاح والعطاء
تعبيرية