2017
أيار
7 _ 1438
شعبان
10
الأحد
متابعات
3
࣯
࣯
صحافة اليرموك ـ سامي القاضي
استغلال الطفل أو عمالة الأطفال تحدث عندما
ا، أو عند انهيار رأس المال
ً
تكون الوصايا صفر
عند الأسر، عمالة رخيصة بديلة لعمل الكبار،
ا قد دفعوا
ً
عام
16
أطفال بأعمار لا تتجاوز سن
ا
ً
للعمل في بيئات خطرة، فهم لا يطلبون أجور
عالية، مجبرين على التخلي عن عالم الطفولة
ن التعليم في سبيل مساعدة
�
راءة وع
�
ب
�
وال
أسرهم، وذلك نتيجة استرقاق عقولهم من
أصحاب الضمائر الميتة، بخداعهم برواتب
خيالية مقابل عمل معين، حيث يعاني الأردن
ا بعد
ً
منهذه الظاهرة التي أصبحتتتزايد يوم
يوم، حتى أصبحت أعداد عمالة الأطفال تصل
طفل .
100,000
إلى ما يقارب
و مثل غيره من الأطفال لم يخبرنا إياس عن
ا
ً
حياته الشخصية بشكل كامل في البداية خوف
من المفتشين أو جراء إرشادات صاحب الورشة
له عن ذلك، إياس الذي يعمل كميكانيكي في
المدينة الصناعية – إربد –صغير الحجم و بريء
العيون والعقل كباقي الأطفال، إياس البالغ من
ا صاحب
ً
ا، يحمل عدته ملاحق
ً
عام
12
العمر
الورشة لتصليح المركبات تحت أشعة الشمس
دنانير كفيلة
5 ،
الحارقة أو في الطقوسالباردة
بأن تجبر إياس أن يعمل في مقبرة السيارات
وأن يحمل معه عدة توازن حجم جسمه ووزنه،
وهنا يقول «أعمل هنا منذ وقت بعيد، أعيش
مع أبي وأخوتي الستة ، وأمي ماتت قبل أكثر
من خمسة أعوام» .
أخوة يعملون في مجالات مختلفة،
4
لـ إياس
ده في مجال
�
وكذلك أخ أصغر يعمل مع وال
الحدادة، وهنا يضيف «أعمل هنا لأساعد أبي
في الحصول على لقمة العيش، أما أخوتي
الأكبر مني فهم يعملون في مجالات أخرى»
، وأضاف « أنا أحب مهنة فني سيارات، كوني
أعشق السيارات»، وعن عمله يقول «أعمل ما
ا» ، وعنصاحب
ً
ساعات يومي
10-8
يقارب من
الورشة يقول «أنا أحب مهنتي ومعلمي فهو
يعلمني كثيرا ويساعدني أيضا بذلك «، أما عن
دراسته فيقول «أحب أن أكون متعلما وأدخل
الجامعة لكن ظروفنا لم تسمح لي بذلك».
التسرب المدرسي و العمالة
أخصائي القياس والتقويم التربوي في وزارة
التربية والتعليم علي الغزو قال «هذا الموضوع
بات يؤرق المسؤولين في الفترة الأخيرة، لا
داد زادت كثيرا، ولها تأثيرات
�
سيما وأن الأع
ذه الظاهرة لها
�
على المجتمع الوطني، وه
أبعادها النفسية على الطفل وعلى الأسرة
وعلى المجتمع، وإذا أخذنا على صعيد الطفل
فهي قد تتمثل بظهور بعض الصفات السلبية
لديه، مثل العصبية الزائدة، والتوتر، والقلق،
التي تقود الى الاعتداء على الأخرين وربما
الاعتداء على نفسه، ويمكن لسياسة حسنة
المعنى ولكنها سيئة التصميم أن تؤدي إلى
تفاقم الفقر الذي يعيش فيه هؤلاء الأطفال
العاملون، بل ويؤدي إلى المجاعة « .
ال المشرف التربوي في وزارة التربية
�
و ق
والتعليم صالح الخالدي إن «هذه الظاهرة لها
أسباب كثيرة لكن إذا ما قمنا كمؤسسات في
ا كيد واحدة، بالإضافة
ً
المجتمع بالتعاون مع
الى الأسرة، فلن نستطيع أن تخلص من هذه
الظاهرة» .
و أضاف «المجتمع يعاني من مشكلة التسرب
المدرسي، فنحن نعاني منها ونقوم على
إيقافها بشكل كامل من خلال إرسال مراقبين
على المدارس في حال وجود طلبة متسربين،
ولا ننسى دور مدراء المدارس بمطالبة أولياء
الأمور بمعالجة هذه المشكلة، وذلك بدل من
ا من أن يذهب الطالب الى أماكن
ً
الفصل خوف
أخرى بدل البيت» .
ويتوقع الخالدي أن السبب في التسرب إما أن
يكون جراء ضغوط نفسية على الطالب من
رة، او العنصرية التي قد يواجهها في
�
الأس
المجتمع، مما يجبره على التسرب من المدرسة
والذهاب الى العمل، و يجب علينا التخلص
ا من الطفل والأسرة
ً
دء
�
من هذه المشكلة ب
والمدرس نفسه، ثم المجتمع» .
ازدياد الطلاق و العمالة
أخصائي علم الإجتماع محمد عمر الهقيش
قال «إن هذه الظاهرة تحمل الطفل ما ليس
له القدرة على حمله، وتولد الثقل على كاهله
وهو في مرحلة النمو، و العامل الاقتصادي
ا لنشوء هذه العمالة، ومن
ً
ا هام
ً
يلعب دور
ع حلول لهذه الظاهرة إذا ما
�
الصعب وض
أخذنا بعين الاعتبار أن الاردن يعاني من شح
في الاقتصاد، و بنظري عمالة الأطفال تأتي
ا
ً
عندما ينظر الطفل الى طفل آخر يمتلك هاتف
ا مثلا، فتأتي غريزة ضرورة أن أعمل لكي
ً
ذكي
أحصل على هذا الجهاز إذا أعتبر أنه يعد من
الأسر الفقيرة» .
و أضاف «إن لحالات الطلاق في المجتمع تأثير
ا، حيث ترتفع نسب الطلاق في الأردن
ً
أيض
ا، فيغيب دور
ً
ا أسري
ً
ا، مما ينتج تفكك
ً
مؤخر
الأب والأم في رعاية الطفل، ويجب على
القوانين أن تضع حدا للطلاق، فالاسلام يبغض
الطلاق والقوانين تضع عواقبسواء على الزوج
أو الزوجة، لكن إذا كانت هذه القوانين تعاقب
بشكل أكبر، أظن أنحالات الطلاقستقل ومنها
ستقل نسبة من التفكك الأسري وبالتاليعمالة
الأطفال».
و أضاف أن لعمالة الأطفال سلبيات كثيرة منها
تتعلق بالتطور والنمو الجسدي والمعرفي
والعاطفي، والأخلاقي والاجتماعي، و ذكر أن
«عمل الطفل في بيئة غير مناسبة له ستنقل
سلوكيات خاطئة لأسرته، وبالتالي لأسرة أخرى
ومن ثم الى المجتمع» .
وبين رئيس قسم علم الأجتماع في جامعة
اليرموك الدكتور فايز الصمادي أن لعمالة
الأطفال «عائدات سلبية متعلقة بالتنشئة
الاجتماعية، التي يتلقاها الطفل داخل أسرته،
إضافة الى التسرب المدرسي، وضعف المستوى
المعيشي لهم مما يجبرهم على الاتجاه نحو
العمل، وأضاف أن «التنشئة الاجتماعية لها دور
في تقرير الطفل باعتبارها فرص للطفل في
أن يعبر عن نفسه وعلى حل مشاكله، وتفهم
ا من الطفولة الى
ً
روح الواجب والمسؤولية بدء
ا فاعلا، فالأسرة لها
ً
ا اجتماعي
ً
أن يصبح عضو
دور كبير في ذلك» .
تهديد مفتشي العمل
وقال مفتش قسم عمالة الأطفال في مديرية
اد الهزايمة إن ضعف الحالة
��
د إي
��
عمل إرب
ري من
�
المادية، بالإضافة الى التفكك الأس
أكبر مسببات هذه العمالة» ، و أما بخصوص
عملهم كمفتشين، فدورهم يكمن في البحث
عن الأطفال والتحقيق معهم لمخالفتهم،
ا الأطفال الذين يعملون في المدن
ً
خصوص
الصناعية، وبعد ذلك نرسل الأطفال الى اللجنة
المتخصصة حيث يقومون حسب القوانين أما
بطلبوليالأمرأوأرسالهمالىسجنالأحداث».
وأضاف «نحن كمفتشين قد نتعرض للتهديد
الل صاحب
�
ك من خ
�
من الطفل نفسه، وذل
العمل أو الورشة التي يعمل بها الطفل، وفي
بعضالأحيان يرسل معنا رجل أمن لمساعدتنا
في هذا العمل، بالإضافة الى حمايتنا من قبل
بعض أرباب العمل الذين لا يتعاملون معنا « .
و أكد أنهناك أشخاصيقومون بخداعنا، وذلك
بادعاء أن الطفل لا يعمل عندهم، أو أن الأب
ابقى الطفل عند الورشة لاحضار أمر معين،
فهذا الأمر نعانيمنه كثيرا، ولكننا نحرصعلى
التواجد الدائم لمثل هذه الحالات ومراقبتها
للتأكد من هذه الأمور .
اف هناك دورات تدريبية قد أسست
�
و أض
للتعامل مع عمالة الأطفال بالاتفاق مع وزارة
التنمية الاجتماعية ووزارة العمل ووزارة التربية
والتعليم وفق إستراتيجيات معينة لإيقاف
عمل الطفل، وذلك بمراجعة الوزارات الثلاثة
ال بهم لمراجعة ما يتعلق بمصير
�
ص
�
والات
الطفل.
جدير بالذكر أن الدراسات التي أجرتها منظمة
بالمائة من
77
ا، أكدت أن
ً
العمل الدولية مؤخر
الأطفال العاملين غير ملتحقين بالدراسة، وأن
بالمائة منهم ينتمون إلى اسر تعيش تحت
70
مستوى خط الفقر، ومعظهم يتعرض لحوادث
عمل.
في حين تقول رئيس مكتب منسقة برنامج
عمالة الاطفالفيمنظمة العمل الدولية نهاية
دبدوب «إن الأطفال يعملون لساعات مفرطة
وفي مهن خطرة، وخصائصهم، وأجورهم ،
واتجاهات عمل الطفل غير القانوني، حيث
انتقلت مشكلة عمالة الأطفال من مسألة ذات
أهمية اقليمية ووطنية الى مناقشة دولية،
وإمكانية الاهتمام العالمي وتدخل السياسات»،
وهذه السياسات للتخفيف من هذه المشكلة
الهائلة في عصرنا، من خلال البدء بفهم نظري
وتجريبي لهذه الظاهرة، وما هي التدخلات التي
قد تنهي عمل الطفل دون إيذائه .
و أشارت إلى أن « هنالك العديد من الاتفاقيات
الدولية ذات العلاقة بإلغاء والحد من عمالة
الأطفال منها: «اتفاقية الحد الأدنى للسن رقم
، واتفاقية أسوأ أشكال عمل الأطفال رقم
138
.»29
، واتفاقية العمل الجبري رقم
182
ى المستوى الوطني فإن
�
ل
�
ت «ع
�
اف
�
و أض
1996
) لسنة
8(
قانون العمل الأردني رقم
والتعديلات التي أجريت عليه، يحظر تشغيل
،)73(
داث، فقد نصت المادة
��
الأطفال والأح
على منع تشغيل الأحداث (الأطفال) الذين لم
يكملوا السادسة عشرة من عمرهم بأية صورة
من الصور» .
) حضرت منه تشغيل
74(
و أضافت أن «المادة
داث الذين لم يكملوا الثامنة عشرة
��
الأح
من عمرهم في الأعمال الخطرة أو المضرة
ا مع مضامين اتفاقية
ً
بالصحة، وذلك انسجام
،1973
) لعام
138(
منظمة العمل الدولية رقم
المتعلقة بالحد الأدنى لسن الاستخدام التي
، والاتفاقية
1997
صادق الأردن عليها في عام
المتعلقة بالقضاء على
1999
) لعام
182(
رقم
أسوأ أشكال عمالة الأطفال، والتيصادق عليها
واتفاقية العمل العربية
2000
الأردن في عام
بشأن عمل الأحداث».
1966
) لعام
18(
رقم
ا يقارب
�
اك م
�
ن
�
ي الأردن ه
�
ه ف
��
ت أن
�
ال
�
و ق
ا بعد
ً
عامل من الأطفال وخصوص
100,000
ا
ً
ا كبير
ً
قدوم اللاجئين حيث أن هناك إرتفاع
جدا بعد قدومهم، مضيفة أن «الأطفال لا
يذهبون الى المدارس ولديهم القليل من
الوقت، ولا يستطيعون اللعب، وكثير منهم لا
يحصلون على التغذية أو الرعاية المناسبة،
، ً
وهم محرومون من فرصة أن يكونوا أطفاال
ى أسوء
�
% منهم ال
90
ويتعرض أكثر من
أشكال الأعمال مثل العمل في بيئات خطرة،
والاسترقاق الطفولي، وغير ذلك» .
حلول منتظرة
وقال رئيس قسم مكافحة عمالة الأطفال في
وزارة العمل أحمد شهادات «إن عمالة الأطفال
عمالة رخيصة تستهدف الطفل وعدم قدرته
على أخذ أو الدفاع عن حقوقه الأساسية»،
مضيفا أن قسم المكافحة في وزارة العمل
در المستطاع التخلص من هذه
�
يحاول ق
دورة
14
المشكلة نهائيا من خلال برنامج من
تقدمه بالتعاون مع أكثر من مؤسسة معنية
بموضوع عمالة الأطفال .
و أشار إلى دور وسائل الإعلام بنشر الوعي
الم كان
�
اد للمجتمع، وأن دور الإع
��
و الإرش
ا
ً
ا كبير
ً
ا عن هذه المشكلة التي تعد عائق
ً
غائب
ا أن
ً
على الإنسانية والمجتمع والدولة، مؤكد
«للإعلام دور كبير في نشر التوعية والتثقيف
والإرشاد، مما يؤدي الى إيقاف بعض جوانب
هذه الظاهرة» .
ا وتقدم كل
ً
و أكد أن جميع الوزارات تتكاتف مع
ما بوسعها لإيقاف هذه القضية البشعة، وذلك
بوضع سياسات ودورات وبرامج وخطط لإيقاف
العمالة لكن دون إيذاء الأطفال.
القانون و ردع العمالة
ن مدير المركز العربي لمنظمة حقوق
ّ
وبي
الإنسان فرع إربد ورئيسمندى حوران للثقافة
والفنون إبراهيم الشبول «أن دور المنظمة
كمنظمات لحقوق الإنسان يكمن بالتأكد من
تنفيذ الجهات الحكومية للأنظمة ومتابعتها
بتطبيق ما يخصها من الصكوك الدولية لحقوق
رأي بالموضوع،
�
داء ال
�
الإنسان، من خلال إب
وزيارة السجون، ودور التوقيف « .
اف أن منظمات حقوق الإنسان يأتي
�
و أض
ان للحصول على
�
س
�
ا لمساعدة الإن
��
دوره
حقوقه السياسية على أكمل وجه، حيث نتلقى
الشكاوى المتعلقة بحقوق الإنسان، ووضع
ا
ً
سياسات عامة لتنمية الوعي بحقوقه، مضيف
أن «عمالة الأطفال تعتبر أحد أشكال المتاجرة
غير الشرعية بالإنسان، التي تنتهك وتغتصب
حقوق الطفل، وعلينا جميعا ردعهذه المشكلة،
أو محاولة الحد منها، والبداية من الفرد الى
الأسرة ومن ثم المجتمع» .
ورأى أن « بعض أحكام قانون محكمة أمن
الدولة «تخالف” أحكام اتفاقية حقوق الطفل،
فالأطفال الذين يرتكبون جرائم تدخل في
اختصاصالمحكمة يجوز بمقتضىهذا القانون
ا
ً
أن تجري محاكمتهم أمام «أمن الدولة”، لافت
إلى أن القانون لا ينص على استثناء الأطفال
من نطاق اختصاص هذه المحكمة، ولا مراعاة
قانون الأحداث بشأن ممارستها لاختصاصها.
وأشار مصمم برامج في قسم الـمعلوماتية
ي وزارة العمل خليل الإسماعيل « إن
�
ف
و عبارة
�
ا وه
ً
د
�
دي
�
ا ج
ً
ع برنامج
�
القسم وض
عن تطبيق يحتوي على أسماء ومعلومات
للأطفال العاملين ليساعد على الحل للدخول
إلى هذا التطبيق من خلال الرابط التالي
app//190.188.65.163:90//:Https
.
»login.aspx.comفيما يعتقد المستشار الإعلامي لمؤسسة
التدريب المهني جميل القاضي «أن لمؤسسة
التدريب المهني وباتفاقها مع المؤسسات
الأخرى المسؤولة عن عمالة الأطفال، من خلال
الاتفاقية الجديدة التي تقوم على آلية إرسال
الأطفال للمؤسسة لخوض تدريبات مهنية
ا
ً
وفق أعمارهم، مضيفا أنه سيكون لهم رواتب
شهرية مع الدورة، للحد من هذه الظاهرة ولو
بشكل بسيط».
المفترض ان تكون المدارس مكانهم بدل « الورشات الصناعية»
استغلال الأطفال .. تحريم دولي وتجريم وطني
مختصون يدعون لتكاتف الجهود للحد من انتشارها
تعبيرية