Next Page  6 / 8 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 6 / 8 Previous Page
Page Background

2017

آب

6 _ 1438

ذو القعدة

13

الأحد

من هنا و هناك

6

صحافة اليرموك ـ عبدالله عبد الفتاح

مع تطور الإنترنت وثورة التكنولوجيا الحديثة التي

دت المشهد برمته ، ظهرت الكثير من المظاهر

ّ

تسي

السلبية لهذا التطور ، ذلك أن الأمر ليس إيجابيا برمته

، وعليه من السلبيات كما له من الإيجابيات ، ومن هذه

المظاهر السلبية الابتزاز الإلكتروني.

وأكد الدكتور محمد الشمري من كلية القانون في

جامعة اليرموك أن الابتزاز الإلكتروني أحد الجرائم

الإلكترونية ، مبينا أنهذا الفعل نشاطغير مشروع يهدف

للحصول على معلومات واختراق البيانات ، منوها إلى أنه

لأشكالها

ً

من الصعوبة حصر الجريمة الإلكترونية نظرا

المتعددة .

تشريعات بخصوص

ّ

وأوضح أن القانون الأردني سن

« من فصل العقوبات لقانون

38«

ذلك حيث تنصالمادة

ً

المعاملات الإلكترونية أنه يعاقب كل من يرتكب فعلا

بشكل جريمة بموجب التشريعات النافذة بواسطة

استخدام الوسائل الإلكترونية بالحبس لمدة لا تقل عن

آلاف

3

أشهر أو بغرامة لا تقل عن

6

أشهر ولا تزيد على

3

آلاف دينار أو بكلتا العقوبتين ، لافتا إلى

10

ولا تزيد على

أن القانون الأردني كان وما زال يواكب هذه التطورات

ويضع لها التشريعات المناسبة .

وقال المحامي عبد السلام العنزي»إن قضية الابتزاز

متشعبة بالفعل وأسبابها ودوافعها تحتاج إلى تحليل

دقيقمن النواحي الشرعية والثقافية والقانونية «، مشيرا

إلى أن بيئة العمل غير بيئة العائلة وبيئة الدراسة تختلف

عن بيئة العبادة ، والابتزاز يمكن أن يقع في المدرسة

كما في الجامعة وفي الشركة كما في المنزل والأكثر

انتشارا هي قضايا ابتزاز الفتيات من قبل الشبان بالصور

والفيديوهات.

فيما يعتبر خبير أمن المعلومات الدكتور أحمد العرود

أن غياب البحث المتخصص حول الابتزاز الإلكتروني هو

أحد أهم الأسباب وراء تلك الظاهرة ،مضيفا «للأسف

غالبية مجتمعنا الأردني لا يزال جاهلا باستخدام التقنية

الحديثة التي تحولت عند البعض من نعمة إلى نقمة.»

وتابع العرود أن الكثير من مستخدمي تلك المواقع ،

خاصة النساء يتبادلن الصور الشخصية فيما بينهن وهن

لا يعلمن أن اختراق حسابات مواقع التواصل مثل تويتر

يسيرا في ظل

ً

و الفيس بوك و الإنستغرام أصبح شيئا

الجهل العائم والمسيطر على مستخدمي تلك المواقع ،

أن الابتزاز عن طريق التقنية الحديثة - من وجهة

ً

مضيفا

نظري - لا يتعدى أمرين إما عن طريق جهل المستخدم ،

أو اللامبالاة في استخدامه لتلك التقنية.

و دعا إلى عدم الانسياق خلف الروابط غير الموثقة ،

لأنها دائما تقودنا لمواقع مشبوهة ، محذرا من الخضوع

للفضولمن أجل الاطلاععلى الملفات المرفقة في البريد

الإلكتروني التي تصلنا من أشخاص لا نعرفهم ولا نثق

بهم تماما كي لا تتعرض أجهزتنا للاختراق وبالتالي

فقدان الصور والملفات الشخصية.

وتشدد أستاذة علم النفسوالإرشاد النفسي الدكتورة

رويدة الدوماني على أن المرأة عاطفية ورقيقة وقد تكون

ضحية أسرة قاسية بالضغط عليها بالأعمال المنزلية

دونما اهتمام بالجانب العاطفي لديها، ودون مراعاة

لكيانها وشخصيتها.

وتضيف أن كلهذه المعطيات مع دخولها واستخدامها

لوسائل الاتصال الحديثة وعندما تجد من يجذبها

بالعبارات المنمقة التي فيها مدح لها واستجداء لعاطفتها ،

تنجذب تجاه هذا الذئب البشري ورضوخها ذلكقد يجعلها

ضحية ذلك الاندفاع.

وتابعت الدوماني أن النمو المستمر في مواقع

التوصل الاجتماعي ، وهذه الوسائل والقنوات أصبحت

لأصحاب النفوس الضعيفة ، والمتطرفين أصحاب

ً

مرتعا

الأجندات المشبوهة لنشر أفكارهم وبرامجهم المسمومة

واصطياد الضحايا عبر ابتزازهم وتخييرهم بين الستر

مع دفع المال أو الفضيحة، حتى بتنا نشهد ما يسمى الآن

«الإرهاب الإلكتروني « والجرائم الإلكترونية.

وترى أن الأشخاص المستهدفين في جريمة الابتزاز

أو الأشخاص الذين يستهدفون من المجرمين ، يتوقف

أن

ً

ا

اختيارهم على نوع وفئة المجرم، لهذا نجد دوم

المجرم الذي يسعى للحصول على مبالغ مالية يستهدف

الرجال أكثر من استهدافه للنساء لأنه على علم بأن

الرجال قادرون على الدفع بعكس الفتيات.

من ناحيته، قال الأخصائي الاجتماعي محمد الخطيب

«إن الابتزاز قضية من القضايا التي تعكس صورة

المجتمع ، فالمجتمعات التي تعاني من البطالة والفراغ

والفقر وضعف الوضع الديني والتفكك الأسري تكثر فيها

المشكلات الاجتماعية والأسرية ، ومن الطبيعي أن تعاني

من مشكلات متعلقة بالعنف والابتزاز ، وذلك لارتباط

الابتزاز بالرغبة الجنسية والمال ، وهما رغبتان متأصلتان

في الجنس البشري ، ومن الصعب إشباعهما أو السيطرة

عليهما إلا بالتمسك بتعاليم الدين الإسلامي ، والالتزام

بالخلق والفضيلة بإرادة قوية وعزم.»

ويضيف لمواجهة المبتز فلا بد من «العلم بأن الرضوخ

مرة يعني الرضوخ كل مرة ، والانصياع للمبتز وتحقيق

، ويصبح يملك من الأدلة

ً

رغباته كل مرة يزيد الأمر سوءا

أكثر لإدانته، وعليه يجب الوقوف بحزم ضد هذا الخصم

بإخبار أحد والديه أو إخوته للوقوف بجانبه وردع المبتز.»

وعن الأسباب النفسية لهذه الظاهرة، قالت المرشدة

النفسية أريج الياسين «إنها تكمن في ضعف التنشئة

الاجتماعية والدينية في أية أسرة وعدم اندماجها مع

المجتمع يؤدي إلى عوامل عدة منها انحراف الشباب

واللجوء إلى السرقة أو ما شابه ذلك مثل هذه الحالات قد

يكون سببها الفقر أو عدم التوعية الدينية».

وأشارت إلى أن هناك أسبابا للابتزاز الإلكتروني غير

الحاجة للمال ، قد تكون رغبة في الانتقام من الأشخاص

أو تعذيبهم نفسيا ، لافتة إلى أن الأسباب الرئيسة

لأي تصرف لا أخلاقي تكمن في الجهل وعدم التربية

الصحيحة وانفصال الوالدين ورفاق السوء وما إلى ذلك.

وترى الياسين أن الحلول تكمن في التوعية الدينية

حول مخاطر هذا السلوك ، والتوعية الأخلاقية من واجب

المجتمع والأسرة ، ونشر الوعي لمخاطر وعقوبات هذا

التصرف إضافة إلىدور وسائل الإعلام والبرامج الإعلامية

في ذلك، منوهة إلى دور الأسرة في مراقبة أبنائها وعدم

إعطائهم الحرية المطلقة في استخدام برامج التواصل.

ارشيفية

رغم العقوبات الصارمة بحق مرتكبيه

مختصون يحذرون من ظاهرة «الابتزاز الإلكتروني»

صحافة اليرموك ـ دانا الشلول

وسارة شوباش

اختلف معنى الخصوصية والحياة الشخصية

في يومنا هذا ،فأصبحنا نشارك معلوماتنا

الشخصية وأماكن تواجدنا وخططنا اليومية

والمستقبلية ،وأفكارنا وطموحاتنا مع العامة

على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ،حتى

لو أن الجمهور المتلقي آلاف الأشخاص الذين

لا نعرفهم .

ففي الماضي كنا نتحفظ عن مشاركة

معلوماتنا أو تفاصيل يومنا مع زملائنا أو

معارفنا غير المقربين ،وصورنا كانت في

غاية الخصوصية حتى مع أصدقائنا ؛ أما الآن

أصبحنا نشارك الكثير من معلوماتنا حتى دون

الطلب ،طالما أن هناك جماهير تستقبل ؛ فهذه

الظاهرة لا تقتصر على نوع جنسمحدد أو فئة

عمرية معينة .

ومع انعدام مفهوم الخصوصية بتنا نرى

مشاكل شخصية وعائلية في غاية الخصوصية

منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت

ما يسمى (الاعتراف) فيعترف بعض الأشخاص

دون ذكر أسمائهم لتعرضعلى جماهير كبيرة

فيحصل على ردود أفعال من هذه الجماهير

ويتعاطف معهم ومنهم

ً

،منهم من يعطي حلا

من يحول هذه المشكلة إلى استهزاء .

آلاء محمد تشرح قلة الاهتمام بالخصوصية

قائلة «إن الأشخاص يحبون أن يبرزوا أنفسهم

ن الأشخاص

ويظهروا بأنهم متميزون ع

الآخرين فلذلك يهتمون في نشر تفاصيل

حياتهم اليومية على مختلف مواقع التواصل

ه لا يوجد أي مانع

رى أن

��

الاجتماعي،» وت

باستخدام هذه المواقع والتعرف على آراء

الآخرين وما يفعلونه .

وتضيف باتت هذه المواقع تعطي خاصية

المجهول التي تمنح الأشخاص التعبير عما

بداخلهم ومنحهم فرصة مصارحة الأشخاص

والتعبير عن حبهم وإعجابهم وحتى عن

كرههم بطريقة غير مكشوفة الهوية .

و يقول محمود نمارنه «إن الإنسان بفطرته

يحب الخصوصية أما ما يحدثفي الوقت الحالي

أصبحنا نرى ونعرف كل تفاصيل الأشخاص

الذين حولنا.»

ويضيف أن نشر هذه التفاصيل قد يعود

بالشكل السلبي على هؤلاء الأشخاص بسبب

ه لا يعارض فكرة نشر بعض

الحسد ، وأن

التفاصيل بقصد الاحتفاظ بالذكرى وتخليد

هذه اللحظات أو المناسبات التي تحدث ولكن

بأن يكون بحدود معقولة وأن لا تكون للناس

عامة .

وينتقد نمارنة الأشخاص الذين ينشرون

مشاكلهم الشخصية على هذه المواقع ، بأنه

يؤثر بشكل سلبي على الأشخاص بسبب

الاستهزاء الذي يتوجه إليهم من الجماهير .

لماذا لا نهتم بالخصوصية ؟

يقول رئيس قسم علم الاجتماع الدكتور

فايز الصمادي «إن قضية الخصوصية في

ً

المجتمع غير واردة فالقضية التي تعني شخصا

ما تعني أنها تخص الجميع وتعنيهم ،فهذا

يعود إلىطبيعة التنشئة الاجتماعية التي نشأنا

عليها التي لا ترسم على مبدأ ،والتي لا تهتم

ولا تركز على مبدأ الخصوصية والتي لا تعتبر

حقا من حقوق الشخص، ونعتبر أن التدخل في

الآخرين هو حق من حقوقنا».

وأضاف أن سبب الفراغ الذي يعيش الناس

فيه يرون أنه لا بد من تعبئته فيما لا يوجد

أشياء جديدة وهادفة لتعبئة هذا الفراغ الذي

يعيشون فيه ،فيقوم بعض الأشخاص في

التدخل بالآخرين وهو الفرصة الأمثل لتعبئة

أوقات الفراغ وأمثلهذه الوسائل لتعبئة الفراغ

والتدخل هو وسائل التواصل الاجتماعي .

وتبين أستاذة علم النفس الدكتورة

حنان الشقران أنه «بسبب الاستخدام الخاطئ

لمواقع التواصل الاجتماعي جعلنا نفقد الكثير

من خصوصيتنا فأصبحت حياتنا مكشوفة على

المئات من الأشخاص سواء كنا قريبين منهم

أم بعيدين عنهم أوكنا نعرفهم أو لا نعرفهم

و بالتالي أصبحت حياتنا عبارة عن كتاب مفتوح

ومكشوفة للناس عامة.»

ه يجب أن يكون هناك حذر

وتقول إن

شديد تجاه المعلومات الشخصية التي يضعها

الفرد بسبب عمليات الابتزاز التي قد تواجهه

،وتفسر سبب انتشار السرقات وعمليات الخطف

في الآونة الأخيرة هو ما نشاهده من معلومات

راد من صور شخصية

تفصيلية يضعها الأف

لأطفالهم أو عن تحركاتهم وعدم تواجدهم

في منازلهم .

الحرب الإلكترونية كما تصفها الشقران

على ما تشاهده من مشاكل خاصة تنشر على

المواقع وما يتم الرد عليه من الأطراف الأخرى،

كما يوجد من هو مؤيد ومعارض وهنالك من

ويشاهد بصمت التعليقات وينتظر

ً

يقف بعيدا

النتيجة .

وتضيف من الناحية النفسية أن هذه

المواقع وهمية فالكثير يلجأ إليها بسبب عدم

قدرته بالواقع على التعبير عن مشاعرنا

أو أفكارنا ،وهنالك الكثير من الأشخاص

يخترعون شخصية وهمية لأنفسهم ويحصلون

عبر هذه المواقع على الشخصية التي يطمحون

لها والتي لا يستطيعون الوصول لها في أرض

الواقع .

و توجه الشقرانسؤالا للكثير من الأشخاص،

هل أنت شخصية حقيقية أم وهمية ؟

هل انتهى زمن الخصوصية ؟

يجيب الأستاذ عبد المهديغوانمة منكلية

الاعلام في جامعة اليرموك بأن سيكولوجية

الفرد المعاصرة اختلفت عن الأسس السابقة

،في السابق كان الفرد يحتمي في اللوائح

ى قيم

والأنظمة والتعليمات بالإضافة إل

المجتمع ومعتقداته ،أما الآن هذه المفاهيم

تبددت وأخذت في طريقها إلى الاختفاء ليحل

محلها الفرد الذي يعتمد على خبراته وقدراته

الفردية في تأمين الحماية لنفسه .

و يعتبر مواقع التواصل الاجتماعي أدوات

للتواصل الآن هي منابر للتعبير الفرد برأيه

،البعض يتعامل معها بانفتاح تام بمعنى أنه

يعلن عن شخصيته ويعرب عن موقفه ورأيه

والبعض الآخر يخفي هيئته .

و يعتقد الغوانمة أن زمن الخصوصية قد

انتهى فالمرأة تحررت والرجل تحرر ،فاصبحوا

يعربون عن مشاكلهم ويبحثون عن حلول

لها . ففي السابق كانت القوانين تحمي

الخصوصية، ولكن الآن أصبح الفرد هو من

يحمي خصوصيته .

ن التكنولوجيا ووسائل

ي زم

ويضيف ف

التواصل الاجتماعي ،كل يوم يخبئ لنا تقنية

وبرامج جديدة تدخل على حياتنا وتؤثر في

تفاصيل يومنا ،فهل سنهجر الخصوصية

أكثر وأكثر مع الزمن أم لا؟ أم أن ما نمر به

من قلة اهتمام بالخصوصية هو مجرد صيحة

لها تاريخ انتهاء؟ وهل انعدام الخصوصية هو

تقليد أعمى لا نعرف مخاطره ؟ الأيام القادمة

تحمل لنا إجابات لهذه التساؤلات .

التكنولوجيا الحديثة تقتحم خصوصية الأفراد وتحولها إلى فضاء مفتوح

ارشيفية